على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذا الخبر لم يحظَ بتغطية، لا في الإعلام العربي أو العالمي. العراق (الدولة والمجتمع) يخرج من تحت وطأة البند السابع (فؤاد مخزومي يسمّيه الفصل السادس لعلّه يخلط بينه وبين الأسطول السادس) رسميّاً. خرجَ قبل أيّام فقط. أي أنّ العراق كان منذ عام 1990 موضوعاً تحت وطأة الفصل السابع، ما يجيز استعمال القوّة المسلّحة ضدّه من قبل أميركا ومَنْ تنتقيه حليفاً لها. الحرب ضد العراق التي بدأت ولم تتوقّف منذ عام 1990، لم تكن تتعلّق بالكويت ولا بأسلحة الدمار الشامل، بل بتدمير المجتمع والدولة والهُويّة لبلد أزعج إسرائيل وأميركا. أميركا أرادت أن تتعامل مع العراق كما تعاملَ المنتصرون مع ألمانيا في فرساي. الغرض كان إذلال العراق وتطويع شعبه. لم يعد العراقُ عراقاً. العراق كان أكثرَ بلد عربي راسخ في الهُويّة العربيّة. كان مصدرَ الهويّة العربيّة في المنطقة. العراق اليوم يمثّل التشرذم والطائفيّة والمذهبيّة، كما هندسته أميركا بالتمام. أجبرت أميركا العراق على دفع أكثر من 52 مليار دولار للكويت. أصرّت على أن يعوِّض العراق كل خسائر الكويت، حتى الدمار التي تسبّبت به أميركا نفسها. الهدف لم يكن خدمة للكويت قط (والمبلغ طبعاً هو أضعاف أضعاف خسائر الغزو لو تحسبه بقيمة الدولار في حينه)، ولكن تلقين العراق وأيّ دولة عربيّة درساً بأنّ أيّ مُخالف للمشيئة الأميركيّة سيدفع ثمناً باهظاً. وحرصت أميركا على مدى عقود على تدفيع العراق ثمناً باهظاً بالفعل. الشعب العراقي أُجبرَ على الاستمرار في دفع تعويضات للكويت على غزو الأشهر المعدودة (من دون التخفيف من المعاناة) حتى بعد سقوط نظام صدّام. أي أنّ أميركا قرّرت أنّ التعويضات تستمر ولو سقطَ النظام المسؤول. لو قسنا معيار أميركا في تعويضات الكويت، فكم يبلغ حجم التعويضات التي يتوجّب على أميركا دفعها للعراق على جرائمها وتدميرها وغزوها واحتلالها؟ لا تقلّ عن تريليونات من الدولارات. لكن من يُجبر أميركا على دفع ما يترتّب عليها من تعويضات؟

0 تعليق

التعليقات