«لقاء سيّدة الجبل» هو تجمّع سياسي. تكاد لا تدري بوجوده لولا أنّ صحافة آل سعود وآل نهيان وآل مكتوم تروِّج له. عندما تقرأ الصحافة السعوديّة، تظنّ أنّ اللقاء هو أكبر حزب لبناني على الإطلاق. تنال بياناته من التغطية أكثر بكثير مما تناله بيانات أكبر حزب لبناني. وفارس سعيد هائم. رستم غزالي نصّبه نائباً عليكم. رستم غابَ، أو غُيّب، إلّا أنّ فارس لم ينتعش كثيراً بعد ذلك. أصبح أميناً عاماً لـ 14 آذار. وكانت الاجتماعات أسبوعيّة كما أنّ سعيد كان يعلن في حالات طارئة إبقاءها مفتوحة. ماذا تعني هذه الصيغة؟ أي أنّ سعيد كان يغادر مكاتب الاجتماع ويترك الباب مفتوحاً في حالة ترقّب لاجتماع مفاجئ؟ لكنّ عقد 14 آذار انفرط. خرج عندها فارس سعيد بفكرة تشكيل المجلس الوطني لـ 14 آذار. لا أنسى جوابه عندما سألوه عن سبب تشكيل المجلس، إذ قال إنّ الأمر ضروري لأنّ قادة المجلس يملكون عندها صفة تمثيليّة مهمّة في حال طلبوا لقاء باراك أوباما في البيت الأبيض. غير أنّ المجلس الوطني لـ 14 آذار «لم يُقلِّع». كانت دونه حزازات وإشكالات وخلافات. غاب سعيد بعد سقوط متوالٍ في الانتخابات، ليعود في صيغة «لقاء سيّدة الجبل». أنا أدرس صور الاجتماع وألاحظ أنّ بعض شباب التنظيم يجلسون على طاولة منفردة ويتلهّون بهواتفهم أو بلعب البوكر أو الشطرنج على الشاشات الذكيّة. لميشال سليمان تنظيم خاص به أيضاً: من يذكر «لقاء الجمهوريّة»؟ أنا أذكره. وميشال كان يعقد اجتماعات شهريّة في الأيام التي لا يزور فيها شقّته الباريسيّة (يقول إنّها متواضعة ومن عرق الجبين... كل موظّف دولة متقاعد يستطيع من خلال مرتّبه اقتناء شقّة باريسيّة). لكن عقد «لقاء الجمهوريّة» انفرط. بقي «لقاء سيّدة الجبل» صامداً. من هم أعضاؤه؟ أرجّح أنّهم أقارب فارس وجيرانه والدكنجي والقصّاب وعامل الدليفري وخرّيجو الأمانة العامّة لـ 14 آذار ومريدو الحاكم السعودي. لكنّ فارس نازل على الانتخابات. قد يصبح اللقاء أكبر كتلة نيابيّة في تاريخ الشرق.