على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم نكن نعرف أنّ للتطبيع مؤيّدين في لبنان قبل إعلان النظام الإماراتي تحالفه المُعلن مع إسرائيل. قبل ذلك، كنّا نظنّ أنّ الجميع مُجمع على أنّ إسرائيل عدوّ. غير أنّها كانت مجرّد عبارة لقوى «14 آذار» لحرف الأنظار عن تحالفها المُعلن مع إسرائيل. «إسرائيل عدوّ»، لكن نحن نحبّها ونحرص على أمنها ونعادي مَن يعاديها. هذا كان معنى عبارة «إسرائيل عدوّ». إلّا أنّ حسابات وخطاب النظامين السعودي والإماراتي تغيّرت وتغيّر معها صفّ عريض من الإعلاميّين والفنّانين والساسة، بين دبي وبيروت. بعض هؤلاء كان يغرّد ويهتف لفلسطين لكنّه توقّف. بكلام آخر، أثبتَ هؤلاء أن لا آراءَ ولا عقولَ لهم وأنّ مواقفهم تابعة للحاكم الخليجي. لو أمرَ بالغناء أو التغريد عن فلسطين، لفعلوا. ولو أمر بوقف ذلك واعتناق التطبيع، لفعلوا أيضاً. حتى باميلا الكيك (مغنية أم ممثلة أم إعلاميّة؟ بجد، لا أعرف وأعتذر عن جهلي) تؤيّد التطبيع (وهي أخبرتنا أنّها شاهدت برامج وثائقيّة لتعزيز وجهة نظرها في التطبيع). لكنّ لديّ خبراً مؤسفاً لكلّ هؤلاء. لبنان ليس محمية خليجيّة لا كرامة فيها. لبنان لا يُعاقب المُغرّد بـ 15 سنة من السجن مثل الإمارات. نحن لو استُدعي شاب إلى مركز الشرطة بسبب تغريدة ضدّ رئيس الجهوريّة، تقوم تظاهرة ويخرج ثوّار لبنان في دبي ــ بيروت بصيحات استهجان ضدّ «استبداد» ميشال عون. لكن لنفترض أنّ هؤلاء قرّروا التطبيع رسمياً عبر المجلس النيابي. أعتقد أنّ إسرائيل ستخاف فتح سفارة في لبنان. أعتقد جازماً أنّه لو فتحَ العدوّ سفارة له في لبنان، فإنّ مجموعات متفرّقة، لا يعرف بعضُها بعضاً، ستسارع إلى التنافس لإزالتها من الوجود. قد تعيش سفارة العدوّ لأسبوع، أو أسبوعيْن، لكن أكثر؟ لا يمكن! كان هناك مركز لـ «موساد» في الضبية وآخر في الأشرفيّة، لكنّهما سرعان ما اختفيا عندما انهار حكم أمين الجميّل. كان الوجود الإسرائيلي محميّاً من قبل الجيش اللبناني في حينه (حصريّة السلاح تقولون؟)، لكنّ الحماية تبخّرت بعدما انهار الجيش الانعزالي. أمّا دعاة التطبيع فيمكن لهم زيارة الإمارات لإلقاء التحيّة على السفارة هناك.

0 تعليق

التعليقات