على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أحياناً أتخيّل أشخاصاً في الحكم والإعلام في غير مهنهم. هل فكّرتم في ذلك؟ خذوا مثلاً مصطفى طلاس. منذ سنوات طويلة، كنتُ أقول إنّ الرجل مظلوم. هو مهزلة في العسكريّة. هل تُسلَّم مهمّة دفاع عن الوطن لطلاس؟ حتماً لا. لكنّ هذا الرجل كان سيبرز لو يدير برنامجاً فنيّاً ترفيهيّاً على شاشة. كان يمكن أن يسلّينا كثيراً. عرفتُ قصّة أغنية «عالروزانا» منه. بطل حروب (خاسرة) وحامل نياشين بوزن «شوالَيْن» بطاطا، كتب الكثير في حب جينا لولو بريجيدا. فارس سعيد مثلاً لا يصلح للسياسة، ومَن جعله نائباً علينا هو رستم غزالي. إلّا أنّه يصلح لفتح دكّان حلاقة على الطريقة القديمة: يعني حلاّقاً لا «مزيّن شعر». أتخيّله مثلاً في دكّان حلاقة في بحمدون أو عاليه وهو يحدّث زبائن من الخليج ويتملّقهم على ألّا ينفث دخان سيجارته في وجههم (بالمناسبة، طبيب قلب ويدخّن؟ أنا أقول للأصدقاء: لا تقصدوا طبيب قلب يدخّن. كأن تقصد قصّاباً نباتيّاً). فؤاد السنيورة يصلح لدور لاعب كشاتبين على الأرصفة. أتخيّله يقول للزبون: أعطني دولاراً تأخذ ضعفه لو حزرت مكان الكرة تحت الكوب. وبعد أن يخسر الزبون أمواله، أراه يرجوه ليعطيه دولاراً آخر. ميشال سليمان، دركي ليلي في قرية لا يتخطّى عدد سكّانها الخمسة. وأراه يعلّق نياشين وهميّة وهو يجول في الأزقّة باحثاً عن فئران تحاول الولوج إلى المنازل. أحمد فتفت تراه يصيح في مقهى بحري يديره: واحد يانسون لأبو نبيل، و3 شاي لموردخاي. أمّا ميشال معوّض، فلا يمكنني أن أتخيّله إلّا حبيب الماما. لا صورة أخرى له منذ أن فتحت له الماما صالون المنزل ليلقي أوّل خطاباته المكتوبة بالعاميّة. أتخيّل بولا يعقوبيان إعلاميّة في محطة زعيم فاسد، تدير برنامجاً تروِّج فيه لفاسدين، وتدرّب (في عمل إضافي) فاسدين على أصول الكذب على الناس على الشاشة. وأتخيّلها أيضاً تخدم بروباغندا السبهان لو احتاج إلى إعلامي للتغطية على احتجاز السعوديّة لمسؤول لبناني. أما محمد رعد، فيصلح ناظراً مخيفاً في مدرسة. نظرة واحدة منه فيعترف التلميذ باكياً بسرقة قرطاسيّة.

0 تعليق

التعليقات