على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذه الأحاديث عن تحقيقات في سرقات وتهريبات رياض سلامة، متى تتوقّف؟ متى تتوقّف هذه الصحيفة وغيرها عن تغطية تحقيقات سويسريّة أو فرنسيّة أو بلجيكيّة في ماليّة رياض سلامة أو شقيقه؟ متى تتوقّف مقالات (هنا مثلاً) عن أنّ أميركا ستتخلّى عن رياض سلامة؟ كنتُ أحثّ الشبيبة هنا على الكفّ عن ذلك. هل هناك من يظنّ أنّ أميركا ستسمح بأي عقوبة لرياض سلامة؟ لم يكن رياض سلامة مجرّد حارس للمصالح الماليّة الغربيّة في لبنان، بل مندوباً لوزارة الخزانة الأميركيّة فيه ــــ ووزارة الخزانة في عملها في الشرق الأوسط ليست إلّا ذراعاً غليظة للّوبي الإسرائيلي. كان رياض سلامة يحارب حركات المقاومة ويتجسّس على حسابات مقاومين ومعارضين لأميركا في بلادنا. رياض سلامة لم يكن فقط أداة فساد بيد رفيق الحريري الذي أتى به (رفيق الحريري يكذب على البطريرك صفير في كتاب أنطوان سعد عن الأخير عندما ينفي أنّ سلامة كان متسلّماً حسابات الحريري في «ميريل لينش» ــــ لكن ليست هذه الكذبة الأولى أو الأخيرة لرفيق الحريري). وملاحقة العهد العوني لرياض سلامة أتت متأخّرة جداً، إذ تجري بعدما فقد ميشال عون السيطرة على أجهزة الدولة بالكامل، باستثناء جهاز «أمن الدولة ومطاردة مدعي النبوّة». رياض سلامة باقِ بانتظار موقف أميركي منه. ولو تخلّت أميركا عنه، فستدعه يتقاعد في مكان جميل ومُشمِس. زيارة ديفيد هيل الأخيرة له لم تكن، بمعايير الديبلوماسية الأميركيّة، حدثاً عابراً. كانت عبارة عن تسجيل موقف رسمي لدعمه خصوصاً أنّ هيل أكد رسميّاً أنّ لا دليل عند أميركا على فساده. هناك إعلاميّون (مثل شارل أيّوب الذي كان يرشّحه للرئاسة) يعترفون بأن سلامة كان يعطيهم قروضاً شخصيّة. حاكم مصرف لبنان يعطي قروضاً لإعلاميّين وساسة. كيف يحصل ذلك؟ لكن ليس هناك من دليل أميركي عن فساده مهما تراكمت الأدلّة. والتحقيقات الأوروبيّة تتوقّف بمكالمة هاتفيّة من موظّف في دولة أوروبيّة أو من موظف غير رفيع المستوى في وزارة الخزانة الأميركيّة.

0 تعليق

التعليقات