صاحَ صائحٌ في قلبيَ: اِشهقْ أيها الديكُ الرسولُ، اشهقْ!
قلتُ إذنْ أشهقُ، لعلَي إذا أطلعتُ شهقتي أُطلِعُ النهار (أعرفُ: لم يكن أوانَ صيحةِ ديك. لكنّ الثعالب، على عادةِ الثعالب، لا تأتي إلا في غيرِ أواناتِها)
وهكذا أطلعتُ شهقتي.
أطلعتُها في غيرِ أوانها، فسمعتُ: «يُذبَح!».
سمعتُها وذُبِحت.
وها أنا الآن: منقارٌ أخرس، وبضعُ ريشاتٍ ذابلة.
هذا كلُّ ما بقيَ منّي.
قالَ الديك
كلُّ ما في الأمرِ أنني، قبلَ أنَ يُصَيِّرني صاحبي منقاراً وريشاً، سمعتُ الثعالبَ تعوي حولَ سورِ الحظيرةِ وعلى سطوحِ أقنانِها.