مجدداً، يمتد مقص الرقيب اللبناني إلى الأفلام، طارحاً أسئلة جوهرية حول واقع حرّية التعبير في لبنان وقوانين الرقابة البالية التي تحكم الأعمال الفنية والأدبية فيه. آخر «مآثر» الرقيب تمثّلت في اختتام «مهرجان كابريوليه للأفلام القصيرة» (الأخبار 28/5/2014) دورته السادسة يوم الأحد الماضي مع تسجيل ثلاث حالات، تنوّعت بين المنع والاقتطاع.
في الافتتاح الذي كان يفترض أن يكون مع The Exhibition (المعرض) ليوسف نصّار (الصورة)، بدأ العرض بشاشة سوداء كتب عليها عبارة: «لستم بالنضج الكافي لمشاهدة هذا العرض»، على خلفية عدم حصوله على إجازة عرض بسبب تصويره لـ«فتيات لبنانيات عاريات الصدر». المخرج علّق على الأمر على صفحته الفايسبوكية بالقول: «إنّها سنة 2014، أعتقد أنّه حان وقت التغيير».
الحدث الفني الذي يقام على درج مار نقولا في الجميزة (بيروت)، تلقى ضربتين إضافيتين، إذ أعطى الأمن العام إجازات عرض «مشروطة» لفيلمي «رز على كوكو» لعماد الأشقر (جامعة الكسليك)، وGod Save The Queen لميشال زرازير (ألبا)، تسمح بعرضهما بعد حذف المشاهد التي تتضمن «ألفاظاً نابية وتصرّفات غير قانونية يقوم بها رجال أمن». علماً بأنّ منظمي المهرجان التزموا التعليمات الرسمية.
تعليقاً على الموضوع، نقل موقع «مهارات نيوز» عن مؤسس المهرجان ومنظّمه ابراهيم سماحة قوله إن «اللبنانيين اليوم يعيشون في قندهار وليس في بيروت. كل شيء ممنوع»، معتبراً أنّ المسؤولية تقع على عاتق «المجتمع الذي بات يتقبّل مشاهد العنف البشعة بشكل يومي، ولا يتقبل بعض مشاهد العرّي». يذكر أنّ المهرجان الذي تمحور هذا العام حول موضوع مشترك هو العلاقات الإنسانية، أقيم بمشاركة 17 بلداً.