ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بإيقاف المديرية العامة للأمن العام اللبناني لسهرة عوض عوض (الصورة) الموسيقية ــ الغنائية في سياق الدورة التاسعة من «ملتقى الشباب في مسرح المدينة» (مِشكال) في «مسرح المدينة». يوم الجمعة والسبت الماضيين، كان يفترض أن يتابع الجمهور «تنفيسة» التي تتناول هموم اللبنانيين اليوم بمشاركة عدد من الممثلين والمغنين والموسيقيين. لكن بعد تقديم العرض الأوّل، حضر عناصر من الأمن العام إلى خارج الفضاء البيروتي الشهير، طالبين التحدّث إلى عوض عوض. سألوه عن إجازة العرض التي ينص قانون الرقابة المسبقة على الأعمال الفنية الحصول عليها. هذا ما تؤكده مؤسسة «مسرح المدينة» نضال الأشقر في اتصال مع «الأخبار». وتضيف «عوض أسماها «تقريباً مسرحية» على الملصق وبما أنّها ليست مسرحية فعلية، لم نعتبر أنّنا بحاجة للاستحصال عن إجازة عرض من جهاز الرقابة». لكن أمام إصرار العناصر على الأمر، تم الاكتفاء بعرض العمل لليلة واحدة، قبل أن يخرج الشباب المشاركون فيه لاحقاً إلى الشارع ويؤدّوا مجموعة من الأغنيات المدرجة ضمنه. وبينما تشدّد الأشقر على رفضها التام لكل أشكال الرقابة على الفن والثقافة، تستغرب بطلة مسرحية «مجدلون» (أوقفتها الرقابة في 1969 وأخرجت الممثلين من على الخشبة، لكنهم أكملوا العرض في الشارع) كيف يُسمح لـ «فاسدين وسارقين بقول ما يريدون على الشاشات في وقت يكون على الفنانين الاستئذان للتعبير عن أنفسهم وعن هموم شعبهم». وبعدما انتشر مقطع فيديو من العرض على وسائل التواصل الاجتماعي واعتبر بعضهم بأنّ العمل ينتقد رئيس الجمهورية، ما أدى إلى منع عرضه، نفى لنا عوض عوض في اتصال معه أن يكون ذلك سبب المنع، قائلاً: «لا تتعرّض المسرحية للرئيس ولا لأي سياسي بشكل مباشر. هناك شخصية خيالية في العرض تدعى «أوكاشو» تمثّل السلطات القمعية في أي مكان في العالم. لكن كل شخص فسّر هذا الأمر على هواه». وأكّد على ما قالته الأشقر بأنّ سبب المنع هو عدم حصول العمل على اجازة عرض. قد يوضع ما جرى في إطار «سوء التفاهم» نظراً إلى الاختلاف في تصنيف «تنفيسة»، لكنّ الأكيد أنّ إلغاء الرقابة المسبقة على الأعمال الفنية مطلب ينادي به المبدعون منذ الأزل في هذه البلاد، التي زادت الخناق على حرية الإبداع والتعبير. فرغم كثرة التحرّكات الداعية إلى تعديل القوانين البالية التي تحكم العملية في لبنان في السنوات الأخيرة، لا يزال المسلسل مستمرّاً ولا تزال المعركة في بدايتها.