منذ الدقائق الأولى لبداية الحفلة الختامية لـ «مهرجان كان السينمائي الدولي» مساء أوّل من أمس، أعلن رئيس لجنة التحكيم سبايك لي عن اسم الفائزة بالسعفة الذهبية فيما كان يفترض أن يعلن عن اسم أفضل ممثل. وبذلك أضيفت مفاجأة إلى المفاجأة الأولى المتمثّلة بالفائزة غير المتوقّعة المخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو عن فيلمها «تيتان»، لتصبح ثاني مخرجة تحصد السعفة بعد منحها للمخرجة النيوزيلندية جين كامبيون عن فيلمها «ذي بيانيست» (1993). وجاء اختيار دوكورنو عن شريطها السوداوي التشويقي الذي حافظ على أسلوبها الصادم والجامح الذي تميّزت به بفيلمها Raw الذي عُرض سنة 2016، ضمن «أسبوع النقّاد» في المهرجان. وفي حين سلّمتها الممثلة والعارضة الأميركية شارون ستون الجائزة، دخل هذا الخيار في النقاش السينمائي العالمي لحركة «مي تو» بسعيها إلى ترسيخ دور المرأة في الصناعات والأوساط السينمائيّة، رغم أن الشريط لم يكن المفضّل لدى معظم النقّاد. وبهذا، يتبع الفيلم شريط «باراسايت» الذي حصد عنه الكوري الجنوبي بونغ جون هو السعفة الذهبية لعام 2019، بعدما تأجّلت دورة العام الفائت بسبب أزمة كورونا. التوجّه النسوي والشاب طغى على قرارات لجنة التحكيم، وإن بدأ المهرجان مع بعض الانتقادات للحضور النسائي الخجول بمشاركة أربع مخرجات فقط ضمن المسابقة الرسمية من بين 24 تنافسوا على السعفة. وفي السياق نفسه، حصدت المخرجة الكرواتية أنتونيتا ألامات كوسيانوفيتش جائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمها «مورينا». وقد حفلت الدورة الحاليّة والاستثنائية بأسماء كبار السينمائيين من كلّ دول العالم مثل ليو كاراكس الذي افتتح المهرجان بفيلمه الموسيقى «آنيت» ونال عنه جائزة أفضل مخرج في المهرجان، رغم أنه لم يحضر الاحتفال. كذلك شارك الإيراني أصغر فرهادي، والمخرج الهولندي بول فيرهوفن بفيلمه المثير للجدل «بينيديتا»، والأميركي ويس أندرسون والإيطالي ناني موريتي الذي نال السعفة سنة 2003 عن فيلمه «غرفة إبني»، فيما شهدت المسابقة الرسمية منافسة مخرج عربي واحد هو المغربي نبيل عيوش بفيلمه «علّي الصوت».
تقاسم الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في المهرجان كلّ من أصغر فرهادي عن «بطل»، والمخرج الفنلندي يوهو كووسمانن عن Compartment No. 6. أما جائزة أفضل ممثّلة فقد نالتها الممثّلة النرويجية رينات راينسف، عن دورها في فيلم «أسوأ شخص في العالم» للمخرج النروجي يواكيم ترير، فيما فاز الممثل الأميركي كاليب لاندري جونز بجائزة أفضل ممثل عن فيلم «نيترام» للمخرج الأسترالي جاستين كورزل، الذي يستعيد أحداث مجزرة بورت آرثر في أستراليا عام 1996. ويظهر خيارا أفضل ممثلين، انحيازاً إلى الوجوه الشابّة والجديدة، رغم أن الأفلام المشاركة كانت قد حفلت بمشاركات استثنائية لنجوم عالميين في الأفلام مثل تيلدا سوينتن، وماريون كوتيار، وآدام درايفر وآخرين. كذلك فاز اليابانيان ريوسوكي هاماغوتشي وتاكاماسا أوي، بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم Drive my Car من إخراج ريوسوكي هاماغوشي. ويُعدّ هذا الشريط الأطول في المهرجان، بمدّة ثلاث ساعات، ضمن رحلة في السيارة تنبش الأسرار والاعترافات والندم.
ومن المحطّات الأساسية في الحفلة الختاميّة، منح المهرجان سعفة فخرية للمخرج الإيطالي ماركو بيلوكيو الذي قدم فيلماً وثائقياً شخصياً بعنوان «ماركس يمكن أن ينتظر» توّج فيه خمسة عقود من العمل السينمائي الملتزم.