رداً على مشاركة الجامعة اللبنانية بشخص رئيسها فؤاد أيوب ضمن فعاليات مؤتمر الإمارات الدولي لطب الأسنان ومعرض طب الأسنان العربي «إيدك دبي 2021» إلى جانب مشاركين إسرائيليين (الأخبار 03/07/2021)، أصدرت حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» أخيراً بياناً جاء فيه: «في غفلة عن الشعب اللبناني الذي ينوء تحت أثقال تأمين لقمة عيشه وصحّته وسبل تنقله، يهرّب من لبنان عملاءُ العدوّ، وتُرسَّم الحدودُ مع الكيان المحتلّ، ويُفرَّط بسلاح المقاطعة، ويُبرَّر التطبيعُ لكنْ بمسميات مخاتلة (كضرورة «التواصل مع العالم»، و«التبادل العلمي»...).الجديد هو ما أُثيرَ في اليومين الماضيين عن قضية مشاركة الجامعة اللبنانيّة، برئاسة رئيسها فؤاد أيوب، في الدورة الـ 25 من مؤتمر الإمارات الدولي لطبّ الأسنان (إيدك دبي 2021)، ومعرض طبّ الأسنان العربيّ. هذه المشاركة أثارت غضب الكثيرين، لا سيّما بعض المجموعات الطلابيّة التي سارعت إلى اتهام ممثّلي الجامعة بالتطبيع بسبب مشاركة إسرائيليّين وشركات إسرائيليّة في هذه الدورة.
وزاد في الأمر أنّ شخصيات عربية (مثل أمين صندوق نقابة أطبّاء الأسنان وأمين عام اتحاد الأطبّاء العرب)، وجهات نقابية (مثل نقابة أطبّاء الأسنان الأردنيّة ونقابة أطبّاء الأسنان السورية)، أعلنت منذ أكثر من شهر مقاطعتها هذا المؤتمر؛ ما يؤكّد المعرفة المسبقة لدى كثيرين بمشاركة إسرائيليين فيه.
لم تتأخّر الجامعة اللبنانية بما توهّمتْ أنّه «ردّ». إذ أصدر مكتبها الإعلامي بياناً نفى فيه «مشاركةَ هيئات رسميّة أو وفود تابعة للعدوّ الإسرائيليّ في المؤتمر المذكور».
ولكنْ، ماذا في الوقائع؟
يفيد البحث الذي قمنا به في الموقع الإلكتروني الخاص بـ «إيدك دبي 2021» أنّ ست شركات إسرائيليّة تشارك في هذا المؤتمر، وهي: Dentin Implants Technologies Ltd، وLight Instruments Ltd، وNoris Medical، وShenpaz Dental Ltd، وTOV Implant، وTzalash Ltd. (SMART Israel Dental Solutions).
إذن، بيان المكتب الإعلامي في الجامعة اللبنانيّة يخفي حقيقة مشاركة إسرائيليين وشركات إسرائيلية في الدورة الحاليّة لـ «إيدك دبي». وهذا، في حدّ ذاته، مثير للريبة، ومدعاة للاستنكار.
لا أحد يطالب بمقاطعة السفر إلى الدول التي تمارس فيها الأنظمة سياسة التطبيع، ولا بفتح معارك قد تؤذي اللبنانيّين العاملين هناك أو تضرّ بحركة تحويل مساعداتهم إلى أهلنا في لبنان. لكن هذا شيء، والزعم أنّ العدو لم يشارك في الدورة الحاليّة للمؤتمر شيء آخر. وكان حريّاً برئاسة الجامعة إعطاء طلّابها مثلاً في النزاهة والصدق العلمي، بدلاً من إصدار بيان يخفي الحقائق ويضع مشاركةَ الإسرائيليين في خانة «الشائعات» و«الأخبار المغلوطة».
وعليه، تدعو حملتنا رئاسة الجامعة إلى إصدار بيانِ اعتذار لا لبْس فيه عن بيانها ذي الأخبار المغلوطة (فعلاً!)، والتشديد على نهج مقاطعة الكيان الإسرائيلي مقاطعة تامة في مختلف الميادين. كما تدعو اللبنانيين كافة والعرب وأنصار المقاطعة في العالم إلى التحقق من المشاركات الإسرائيلية في شتى المجالات قبل قبول أيّ دعوة، وإلى الاتصال بحملة المقاطعة عند الضرورة».
حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل»
بيروت في 4 تموز 2021