«ربما أنك باحثٌ في الأغصانِ عمّا لا يَظَهَرُ إلا في الجُذُور!»، انطلاقاً من عبارة الرومي الشهيرة، ذهبت الفنانة Patoo (اسمها الحقيقي باتريسيا طعمة) في رحلة للبحث عن الهوية اللبنانية في معرضها «ألو وينك» الذي ينطلق في الأول من تموز (يوليو) في «زيكو هاوس».

الفنانة المولودة خلال الحرب الأهلية، درست الفنون التشكيلية لثلاث سنوات، قبل أن تعثر على الوسائط التي تتيح لها التعبير عن نفسها: النحت (الطين، الراتنج، المعدن)، الرسم وتصميم المصابيح. أما في معرضها المتعدد الوسائط (النحت بشكل رئيسي)، فإنّه يرمي إلى وضع الهوية اللبنانية ضمن منظور فني. لهذا، فهي تسير على درب الرومي، لتغوص في الجذور، فتعثر على نماذج نسائية (تنحت عشتروت وتمدّ جسراً مع مريم العذراء العابرة للطوائف في لبنان)، وفي الوقت نفسه تواجه، كمواطنة، الراهن اللبناني بمزيج من الفكاهة والجدّ. المعرض رحلة فنية في تاريخ الكنعانيين وصولاً إلى واقعنا «السريالي» على حدّ تعبيرها؛ إذ تقول إنّ «الكنعانيين اشتهروا بمهارتهم في التواصل (أسفارهم والأبجدية) فيما لبنانيّو اليوم منخرطون في ثورة الاتصالات». وبينما تجسّد الكنعانيين بالبرونز والذهب، فإنّ اللبنانيين نراهم في أعمالها منحوتات من الراتنج، حاملة هاتفاً خلوياً. كما أنّ هناك تماثيل ملصقة بالزفت الذي وجدته على شاطئ في بيروت في شباط (فبراير) 2021. تقول في هذا الإطار: «نحن كلنا مُخاطون ونحاول النهوض من صدمة عنيفة. «ألو وينك» هو المصطلح الذي يميّز هذه العقلية المصابة بالتروما»!

معرض «ألو وينك؟»: بدءاً من الأول من تموز (يوليو) حتى 11 منه ـــ «زيكو هاوس» (سبيز ـ الصنائع ـ بيروت) ــ للاستعلام: 01/745623