وهكذا... أنا وحيد. وحيدٌ أكثرَ ممّا تتخيّلون، وأكثرَ ممّا أحتمِل.
وحيدٌ ومُزدحمٌ بنفسي وزُوّارِ نفسي.
: وحيدٌ إلى درجةِ التخمة.
فإذنْ: ها أنا هنا، في بيتِ نفسيَ الوحيدة.
يكفيني أنْ أطوفَ بنظراتي بين أركانِ هذه الزنزانةِ الوسيعةِ لأُبصِرَ مَن أُحبُّهم:
جالسين... واقفين.
بعضُهم ساكتٌ ، وبعضٌ يَـتَرنَّـمُ أو يَروي.
وبعضٌ، في تلك الزاويةِ شحيحةِ الإنارة،
مُتّكئٌ على تلك الأريكةِ.. ينعسُ ويحلم
ولَعلّهُ يتخيّلني إلى جانبه، ويبوح لي بما أودُّ سماعهُ من أسرارِ قلبه.
..
أُترِعُ قدحي... قدحي الكبيرَ الكثير
ثمّ، بعدَ أنْ أُمعِنَ النظرَ في وجوه الجميع... جميعِ مَن أحلمُ وأُحِبّ،
أرفع القدح إلى فوق، وأشربُ نخبَ الجميع
جميعِ ضيوفي
جميعِ مَن تَكَرّموا عليّ في هذه الصبيحةِ الدامعة وقبِلوني ضيفاً..
ضيفاً كثيراً على مائدةِ مُحِبّين كثيرين.
وَ: شكراً لأحلامي!...

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا