لندن | لم يطل انتظار تجمّع «فنانون لأجل أسانج» على ندائهم المفتوح إلى بانكسي فنّان جداريّات الشوارع البريطاني لمشاركتهم في جهود الدّفاع عن جوليان أسانج، إذ خصّص آخر أعماله للتضامن مع مؤسس موقع ويكيليكس المسجون احتياطاً في سجن «بلمارش» اللندنيّ المخصّص لعتاة المجرمين ترقّباً لتقديم استئناف أميركي لقرار محكمة بريطانية سابق بإطلاق سراحه.

بانكسي الذي يمارس فنّه بالخفاء وهناك جدل دائم بشأن شخصيته الحقيقيّة، اختار جداراً خارجيّاً لسجن مدينة برمينغهام (وسط البلاد) ليترك عليه لوحة سخريّة سوداء سُميت بـ «الصّحافة ليست جريمة». ويُظهر الرّسم سجيناً يفرّ إلى الحريّة من فوق الجدار مستخدماً أوراقاً ممتدة من آلة طابعة.
وكان الفنانون قد دعوا بانكسي لمساعدتهم في لفت انتباه الجمهور إلى الظروف القاسية التي يُحتجز بها أسانج واحتمال تسليمه إلى القضاء الأميركي حيث يواجه حزمة من التهم لا يقل مجموع عقوباتها عن 160 عاماً من السجن حال إدانته بسبب أنشطته الصحافيّة الجريئة ونشره وثائق سريّة مسرّبة كشفت عن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الإمبراطوريّة في غير مكان بالعالم، فضلاً عن فساد تحالف الحكومات ورأس المال الذي يديم البؤس المعولم من أجل الربح. وأكّد التجمّع في ندائه على أنّ أعضاءه لا يدافعون عن فرد عانى الكثير من أجل مبادئه فحسب، بل هم مرعوبون على مستقبل الصحافة و«قدرتنا كمواطنين على مراقبة سوء استخدام السلطة».
ولم يتسنّ إلى الآن معرفة توجه إدارة سجن بيرمنغهام تجاه الجداريّة الجديدة، وما إذا كانت تعتزم إبقاءها في مكانها. وكانت جهات عدة قد عمدت سابقاً إلى إزالة أعمال أخرى لبانكسي، وبيعت الجدران المزينة بها أحياناً بمبالغ فلكيّة لتُفكك، ويعاد تركيبها في مواقع أخرى.
ولم يتحدد بعد موعد للنّظر في الاستئناف الأميركيّ بشأن تسليم أسانج، بينما رفضت المحكمة البريطانيّة طلبات لإطلاق سراحه بكفالة أو حتى احتجازه في الإقامة الجبريّة لحين التئام المحكمة مجدّداً.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا