من اليوم وصاعداً، باتت رسوم بانكسي تهدّد المباني التي تحملها. أعمال فنان الغرافيتي المعروف كافية لأن تمنح المباني قيمة ثقافية، لكنّها تفقد المالك الأساسي حق التصرف بمبناه بهدف البيع أو الهدم مثلاً. هكذا برّر مدير «سينكورا» توني باكستر معرض «سرقة بانكسي» الذي افتتحته المجموعة الأربعاء الماضي في لندن. المعرض الذي أثار حملة استنكارات واسعة طالبت بأحقية العامّة بهذه اللوحات، يحتضن 20 جدارية سُلخت من الشارع؛ بينها «إنذار الحيوانات المنوية» و«جرذان»، على أن تقيم المجموعة مزاداً عليها في نهاية نيسان (أبريل). وأضاف باكستر إننا لم «نقم بجولة حول هذه الرسوم ولا أغرينا الناس ببدل مادي مقابل الجدران، بل إنّ أصحاب المباني هم من أتوا إلينا»، مؤكداً خوف أصحاب المباني من تأثير هذه اللوحات على ملكيتهم. «سرقة بانكسي» الاسم الذي قد يبدو كوميدياً، هو ليس كذلك. سُرقت أعمال بانكسي من الشارع بعدما اقتطعت الجدران التي رسمت عليها، مثل جدارية «إنذار الحيوانات المنوية» (يقدر سعرها بـ 200 ألف جنيه استرليني)، التي أُخذت بشكل غير قانوني من مبنى فندق في لندن عام 2011.
أما الجداريات المعروضة، فيقدّر سعرها الإجمالي بـ 6 ملايين يورو.
هكذا سُلخت جداريات بانكسي عن الحيطان لتطرح في المزاد، معيدة إلى الواجهة نقاشاً حول احتضان الغاليريات لأعمال الـ street art، وقيمة هذا الفن خارج الشارع. أسئلة أخرى يفرضها هذا الحدث، تتمحور حول شرعية سرقة أعمال الغرافيتي من الشارع وبيعها بملايين الدولارات. تخفّي فناني الغرافيتي، وخصوصاً بانكسي الذي لا يزال يثير التساؤلات حول هويته، قد يمنعه من رفع شكوى على «سينكورا»، أو حتى المثول أمام المحكمة.