«إلى بيروت، حبيبة القلب». هكذا، قدّم إيلي فهد مشروعه الجديد «ست الدنيا» المتمحور هذه المرّة حول المدينة التي تحتلّ جزءاً من روحه. فيلم قصير (2:11 د ــ مدير التصوير جهاد سعادة) صوّر في «سينما ريفولي» في وسط بيروت وبعض المنازل المتواضعة، عبّر المخرج اللبناني من خلاله عن مشاعره تجاه العاصمة اللبنانية التي يسوّرها القلق والتعب.الشريط الذي أبصر النور يوم الخميس الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي، حظي باستحسان كبير وشهد انتشاراً واسعاً في لبنان وخارجه. «رغم القرف والغضب الذي نشعر به جميعاً، هناك من أيقن أنّ بيروت لا تزال تحتفظ بمكانة كبيرة في داخله»، يقول فهد في اتصال مع «الأخبار». الفكرة ليست طارئة، بل بدأت في كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي. يومها، كتب الفنان الشاب نصّاً تحدّث فيه عن إحساسه «بأنّنا بتنا لا نأبه لبيروت التي فعلنا فيها كلّ شيء وأعطتنا كل شيء... كأنّنا قرّرنا التخلّي عنها في محنتها». لترجمة كلماته، تواصل مع صديقته الممثلة كارمن بصيبص التي أبدت حماسة شديدة: «ملامح كارمن الطبيعية تمثّل المرأة الجميلة التي تشبه بيروت برأيي». عراقيل كثيرة حالت دون تنفيذ المشروع على رأسها كورونا، لكن مشواراً جاب فيه فهد شوارع المدينة قبل ثلاثة أسابيع دفعه إلى الإسراع في المهمّة: «الحزن واضح في كلّ أرجائها وعلى وجوه الناس». ويضيف: «لا أستطيع التعبير إلا من خلال الأفلام... لم أنجز هذا العمل لأنّني فقدت الأمل أو لأنّ عندي أمل، لكن أردت إيصال إحساسي... أنا أيضاً أفكّر في الهجرة دائماً لكن هذا الفيديو هو تعبير عن أمل في أن نتحلّى بالقدرة على البقاء». أما عن الأصوات التي تعتبر أن في العمل نوعاً من الميلودراما والرومانسية المنفصلة عن الواقع، فلا يبدو أنّ إيلي يعيرها اهتماماً: «هناك من لا يعجبه شيء... هذه طريقتي وهذا رأيي»!