بعدما كان قد أطلقها قبل أسبوع، نشر مغني الراب اللبناني مازن السيّد، المعروف بـ «الراس»، فيديو أغنيته الجديدة على يوتيوب. أغنية «علي» هي تحيّة إلى علي شعيب، المناضل اللبناني الذي اقتحم «بنك أوف أميركا» سنة 1973 واستشهد داخله مع رفاقه. بين قصيدة «يا علي» لعباس بيضون، التي لحّنها وغنّاها مارسيل خليفة، وبين «علي» مازن السيّد، سنوات طويلة. لكن علي شعيب هو وحده القاسم المشترك بين العملَيْن أمام فارق الأسلوب والموسيقى. هو وحده ما زال يلهم أجيالاً ويصل تاريخَيْن من النضال. تأتي أغنية «الراس» لتوثّق وترسّخ حضور شعيب في انتفاضة 17 تشرين الأوّل، كما رأينا في عشرات العبارات التي كُتبت على الجدران ورافقت المتظاهرين دائماً، خصوصاً في هجماتهم وتظاهراتهم المتكرّرة أمام المصارف. وخلال التظاهرات، لم يخفُت صوت «الراس»، أكان في حفلاته المباشرة أم في الأغنيات التي سجّلها حينها، بعيداً عن مكبّرات الصوت التي كانت تبثّ أغنيات فلكلورية لا علاقة لها بما كان يجري في الساحات. يُعدّ المغني والفنان الشاب أحد أهم أصوات الراب في العالم العربي. صقل أغنيته وأدواته بمراجع أدبية وسياسية وفلسفية أحياناً، فيما خاض تجارب مشتركة مع فناني راب لبنانيين وعرب آخرين.
تستعيد أغنيته الجديدة التظاهرات في لبنان، من المخبرين إلى الغاز المسيل للدموع وعنف القوى الأمنية التي حمت المصارف، وتتمسّك بخيارات النضال الراديكالية من خلال لازمة «بسكويت بيروت حيطانك فكّ وضيّف/ أكبر روس بحيتانك شبر ونيّف/ بالليل نرهبها أقمارك بالنجمة نصيّف/ علي شعيب وفكّ ضيّف» التي تتكرّر في مقاطع عدّة. تتلاقى كلّ هذه العناصر مع الفيديو المبتكر (علي دلول ومكرك حلبي) الذي يجمع مشاهد من تظاهرات بيروت خلال أكثر من ثلاثة أشهر، وبين لقطات من أفلام عالمية كلاسيكية.
خلال فترة الحجر المنزلي، لاقى العمل (إنتاج سنو فليكس) تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت السبيل الوحيد للتعبير السياسي ومواجهة الأزمة الاقتصاديّة.