تحوّل عدد من المشاريع التجارية اللبنانية من تصنيع منتجات مثل الأثاث والملابس إلى إنتاج الكمامات، ما يشكّل فرصة مفيدة في الوقت الذي يضغط فيه فيروس كورونا على الاقتصاد المحلّي المنهار أصلاً، مع انخفاض قيمة العملة المحلية وزيادة البطالة والتضخّم والفقر منذ العام الماضي.مجموعة «بقجة» التي تتّخذ من بيروت مقرّاً لها، متخصّصة في صنع الأثاث، لكن العمّال يكرّسون وقتهم الآن لخياطة وصنع كمامات الوجه الحريرية الملوّنة للمساعدة في الحدّ من انتشار فيروس كورونا. تذهب أرباح الكمامات، التي تبلغ تكلفتها حوالى 35 دولاراً، إلى الممرضات على خطّ المواجهة في الحرب ضد الوباء الذي ضاعف المشاكل في بلد يواجه أزمة اقتصادية حادّة.
في حديث إلى وكالة «رويترز»، تقول المؤسّسة المشاركة في «بقجة» هدى بارودي: «رأيت على التلفزيون ممرضة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي تبكي... سنعطي الممرضات قسماً من مبيعاتنا». وأوضحت أنّ الناس يطلبون هذه الكمامات «لأنّها ترفع المعنويات وتحسّن النفسية». وعلى الرغم من إغلاق المتجر الراقي والأتيليه، تم توصيل ماكينات الخياطة والقماش للعمال في سبيل إتمام المهمّة من المنزل.
بدوره، يخوض إريك ريتر، صاحب مشغل «إمرجنسي روم» (غرفة الطوارئ)، التجربة نفسها اليوم، بعدما بدأها بتصنيع قطع خاصة بعائلته. وهو يسعى لأن تظلّ الكمامات في حدود السعر المقبول، لكن على أن يكون ذلك كافياً لدفع رواتب موظفيه. علماً بأنّه يبيع الكمامة بحوالى خمسة دولارات على أساس سعر السوق الموازية.