أصدرت المجموعة الأكاديمية (بالَك) بياناً حذّرت فيه من خطورة الانجرار وراء الخطاب التحريضي ضد الفلسطينيين في الإعلام. ولفت النص إلى العملَيْن الدراميَّيْن اللذين تعرضهما شبكة mbc («أم هارون» و«مخرج 7») اللذين يندرجان في إطار «شيطنة الفلسطينيين» وإعادة تعريف العلاقة مع «إسرائيل» والدفع باتجاه التطبيع معها. ترافق ذلك مع تغريدات ومقاطع إعلامية قصيرة تصبّ في الاتجاه نفسه عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمستخدمين مغمورين عرّفوا عن أنفسهم على أنّهم من السعودية. استنكرت المجموعة الأكاديمية (بالَك) «هذه الهجمة غير المبرّرة وفي هذا التوقيت... خلال المحنة الإنسانية التي تعيشها البشرية من جائحة كورونا»، معلنة رفضها القاطع لأن يكون ثمن التطبيع مع دولة الاحتلال هو «شيطنة الضحية وقلب الحقائق التاريخية التي ارتكز إليها فهم الصراع العربي ــ الإسرائيلي على مدار قرن من الزمان». وأكّد النص أنّ أطماع المشروع الصهيوني تتجاوز فلسطين، وتستهدف السيطرة القيادية والاقتصادية على المنطقة، موضحاً أنّ الاعتقاد بأنّ التطبيع يمكن أن يخدم أيّ دولة عربية هو «قصر نظر سياسي تدحضه القراءة المعمّقة للأدبيات الصهيونية المتواصلة التي تؤكّد هدف السيطرة والنفوذ الإقليمي وتحويل الدول العربية وشعوبها إلى مجال حيوي اقتصادي واستراتيجي للمشروع الصهيوني».وفي هذا السياق، استهجنت المجموعة الأكاديمية صدور مثل هذه الأصوات النشاز، مشدّدة على أنّها على يقين بأنّها «لا تمثّل الشعب السعودي الأصيل... وغريبة على قيمه وأخلاقه ومواقفه التاريخية الداعمة للقضايا العربية العادلة في فلسطين وغيرها....». وتابعت: «لا يمكن لهذه الأصوات الدخيلة على مجتمعاتنا وشعوبنا أن تخطف الصورة المشرقة لمواقف هذه الشعوب في الوجدان الفلسطيني والعربي وتستبدلها بصورة المهزوم المنتقم من الضحية لتبرير لهاثه وراء وهم التطبيع»، كما أنّها استنكرت «بعض الأصوات الفلسطينية النشاز التي انخرطت في الردّ بأسلوب مهين ومرفوض...».
وأهابت المجموعة الأكاديمية بجماهير الشعب الفلسطيني عدم الانجرار وراء مثل هذه المهاترات والتمسّك بمجموعة من المبادئ التي تشمل ضرورة حماية الشعب الفلسطيني لعلاقاته التاريخية مع عمقه الاستراتيجي المتمثّل في أشقائه العرب في السعودية والخليج، كما أنّ معركة الفلسطينيين الحقيقية الآن «تتمثل في تركيز جهودهم في مقاومة مشروع «خدعة القرن» وعدم السماح لهرولات درامية ولأصوات منفردة بتشتيت وعيهم وجهودهم عن معركتهم الحقيقية». وأشار البيان إلى ضرورة عدم تداول المقاطع الإعلامية والأخبار التي تسيء للشعبين السعودي والفلسطيني. وفي الختام، ناشدت المجموعة الأكاديمية (بالَك) الفلسطينيين بعدم «مقابلة الإساءة بالإساءة بل المحافظة على قيمهم ومبادئهم وأخلاقهم كشعب محتلّ يناضل من أجل حريته وأرضه التي دفع من أجلها الدماء وسنوات من التهجير القسري ولا يزال...». (نص البيان كاملاً وقائمة الموقّعين)