عن 24 ربيعاً، توفي الفنان المصري شادي حبش، يوم الجمعة الماضي، بعد إصابته بأزمة صحية في زنزانته في سجن طرة في القاهرة، حيث قبع 777 يوماً بعد اعتقاله في آذار (مارس) 2018 عقب إطلاق فيديو كليب «بلحة» للفنان المصري الشاب المقيم في السويد رامي عصام. يومها، ألقي القبض على حبش بصفته مخرج العمل إلى جانب خبير السوشال ميديا، مصطفى جمال، المسؤول عن صفحة عصام الفايسبوكية، إذ أنّ الأغنية الساخرة من الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي التي قسمت الرأي العام حول «مستواها الفني»، أثارت غضب السلطة. يومها، أسندت نيابة أمن الدولة إلى حبش اتهامات عدة من بينها «نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة أُسّست على خلاف القانون». في حديث إلى وكالة «فرانس برس»، قال المحامي الحقوقي أحمد الخواجة إنّ شادي كان مريضاً منذ أيام عدّة وأُدخل المستشفى ووالدته علمت بذلك، إلا أنّه «عاد إلى زنزانته أمس (الجمعة) وتوفي داخلها»، مشيراً إلى أنّه «تم استصدار تصريح الدفن». وشدّد المحامي على أنّ عائلة الراحل لم تتمكّن من التواصل معه بسبب وقف زيارات السجون منذ 10 آذار (مارس) الماضي نتيجة التدابير الاحترازية لمواجهة تفشّي فيروس كورونا. إجراءات أدّت كذلك إلى «إلغاء جلسة في القضية». في غضون ذلك، نقلت مواقع إخبارية عن ناشطين حقوقيين قولهم إنّ استغاثات معتقلين مع حبش داخل الزنزانة لإنقاذه لم تلقَ أيّ استجابة!أما «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، فكتبت على تويتر أنّ شادي تُوفي «نتيجة الإهمال وغياب العدالة بعدما قضى أكثر من عامين رهين الحبس الاحتياطي بسبب أغنية»، في الوقت الذي استنكرت فيه جهات عدّة عاملة في مجال حقوق الإنسان ما حدث معتبرةً أنّه «ضربة للإنسانية وحرية التعبير».
في آخر رسالة كتبها في سجنه بتاريخ 26 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2019، طالب بإنقاذه من الموت في السجن، مؤكداً أنّ «الوحدة بتموت... أنا محتاج دعمكم عشان ماموتش... في السنتين اللي فاتو أنا حاولت أقاوم (...) بس مبقتش قادر خلاص». الحادثة المؤسفة أعادت إلى الواجهة واقع الحريات في مصر، بالإضافة إلى وضع السجون التي اكتظّت بالمعتقلين السياسيين منذ تولي السيسي رئاسة البلاد.