«الجديد» خارج السباق لموسم رمضان 2020 الذي ينطلق بعد غدٍ الجمعة. بهذه العبارات، يمكن اختصار الوضع داخل أروقة القناة التي تعاني من أزمة مالية، ربما تكون الأقسى منذ انطلاقتها. المطبّات المالية ليست جديدة، لكنّها اشتدّت قبل أسابيع، فأدّت إلى اتخاذ قرارات ظالمة بحقّ الموظفين، من بينها حسم نسبة كبيرة من الرواتب، إلى جانب إجازات مفتوحة على حساب الموظفين، وصرف مجموعة من العاملين في مختلف الأقسام من دون تعويضات لغاية اليوم. صحيح أنّ الأزمة لا تقتصر على «الجديد» فقط، لكنّ الشاشات المحلية الأخرى فضّلت خوض السباق في شهر الصوم ولو بالقليل من المسلسلات الجديدة. وحدها «الجديد» استغنت عن هذا النوع من الأعمال، فكيف للقناة التي حسمت 30 في المئة من رواتب موظفيها أن تشارك في السباق الدرامي؟ سؤال يختصر الوضع في المؤسسة التي اجتمع القائمون عليها مراراً للتوصّل إلى قرار بشأن برمجة رمضان 2020، لتكون النتيجة الاستعانة بالأرشيف وعرض مسلسلات قديمة حقّقت جماهيرية واسعة. ومن بين المسلسلات التي ستعرضها «الجديد» في شهر الصوم بعدما بثّتها مراراً في السابق، نذكر: «مذكّرات عشيقة سابقة» و «عطر الشام»، بالإضافة إلى اثنين من أشهر الأعمال الكوميدية السورية: «الخربة» و«ضيعة ضايعة» (الصورة). كما تعلّق المحطة آمالاً على ثلاثة مسلسلات تركية مدبلجة، هي: «حبّ أسود أبيض»، «البحر الأسود» و «فضيلة خانم». ليست المرة الأولى التي تخرج فيها «الجديد» من السباق، فقد كانت في السنوات الماضية تفضّل عدم الدخول في هذه المنافسة الرمضانية، حتى إنّ حضورها كان يقتصر على عدد محدود من المسلسلات. لكن غياب المنافسة كلياً هذا العام سيجعلها تغرّد خارج السرب، إن لناحية النقد الإعلامي أو لناحية الجمهور. فالأمر عائد إلى أسباب أخرى تتمثّل في تراجع الإعلانات بشكل شبه كلّي، والأزمة المالية ونقص التمويل، ناهيك بالجمود الحاصل في البلد بسبب انتشار فيروس كورونا. هكذا، ارتأت «الجديد» تخصيص ميزانية المسلسلات لدفع رواتب الموظّفين (ولو ناقصة). وخلافاً للسنوات الماضية، حيث كانت تنتظر حتى اللحظات الأخيرة لشراء الأعمال الدرامية، فالمسألة ستكون مختلفة تماماً هذه السنة، أقلّه لغاية كتابة هذه السطور.