أحياناً، الإنسانُ يحلم أن يكونَ عصفوراً...أحياناً، شجرة...
أحياناً، أرنباً أو ذئباً أو عاملةَ نحل.
العصافيرُ والأشجارُ والذئابُ والنحلُ وسائرُ أبناءِ المعمورةِ لا تحلم...
أصلاً هي مُعفاةٌ من مَشقّاتِ الأحلام (تخيّلوا حمامةً تحلمُ أن تكونَ حاملةَ سيف، أو نحلةً قاطعةَ طريق، أو ثعلباً كاهنَ رعيّة، أو فراشةً... راقصةً في ملهى مخصَّصٍ للأراملِ وقدماءِ المحاربين ورجالاتِ الدولةِ المصابين بالأوسمةِ وكُساحِ الأدمغة!)
هذه المخلوقاتُ النبيهةُ الكاملة ليست في حاجةٍ لأنْ تحلم.
وإذا كان لا بدّ، فلن تحلمَ أن تكون إلاّ نفسها.
الإنسانُ، التعيسُ الإنسان، مفطورٌ على الحلم.
الإنسانُ مخلوقٌ ناقص.
الإنسانُ دائماً ينقصهُ شيءٌ ويحلمُ بشيء.
الإنسانُ صناعةٌ قيد الإنجاز.
: الإنسانُ مُسوَدَّةُ نفسِه.