رغم الذعر الذي تسبّب فيه فيروس كورونا على امتداد العالم، لا يمكن أن ننسى شابة أميركية مسكونة بالقيم الإنسانية تصدّت بجسدها الغض قبل 17 سنة لجرافة صهيونية تسعى لهدم منزل فلسطيني في غزة ولتبني للبشرية جسراً يتجاوز الوحشية والعنصرية والحكومات الظالمة.اسم الفتاة هو راشيل كوري التي حفرت بجسدها اسمها في ذاكرة فلسطين والبشرية كعنوان لأحرار بلادها والعالم الذي يتكاثرون، يوماً بعد يوم، مندّدين بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، المدعوم من دون حدود من الإدارة الأميركية التي أقدمت بعد ثلاثة أيام فقط من استشهاد راشيل على شنّ حربها القذرة على العراق (19 آذار/ مارس 2003)، التي سعت من خلالها إلى تدمير بلد عظيم كبلاد الرافدين ذي حضارة عمرها آلاف السنين.
بين الجريمة الصهيونية بحق راشيل، والجريمة الأميركية بحق العراق، وبين الجرائم الصهيو أميركية المتمادية بحق وطننا العربي والعالم بأسره، تتضح معالم المعركة الواحدة التي تخوضها البشرية جمعاء ضد التوحش والعنصرية وكل فيروساتها، وآخرها فيروس كورونا.
لراشيل كوري نقول: «دماؤك لم تذهب هدراً... فركائز الكيان الغاصب القاتل تهتز». وللشعب العراقي العظيم نقول: «تضحياتك الكبرى لم تذهب هدراً... فركائز الإمبريالية الأميركية ومشاريعها والمتواطئون معها تهتز هي الأخرى». ونقول لكل شرفاء الأمّة وأحرار العالم: «إنّ فجراً جديداً سيطلّ على العالم من قلب الآلام والأحزان والمعاناة، وبفضل كفاحكم ومقاومتكم بإذن الله».

* كاتب وسياسي لبناني