لأنني لستُ مِن ديانةِ «كلُّ الناس خيرٌ وبَرَكةْ» خسرتُ جميعَ مَن تَـوَهَّمتُ أنهم أصحابي ويَتَمنّون ليَ الخيرَ والبركةْ.
الآنَ، إذْ كلُّ الناسِ خيرٌ وبَركة،
ها أنا، من شدّةِ الهلع، أنسَحِبُ مُديراً لهم صدري.
أنسحبُ في العتمِ
لأتحاشى خيرَ طعناتِهم وبَرَكاتِها... في ظهري.

لكأنني...

أحياناً، يَتهيّأُ لي أنني لستُ ما أنا عليه.
لكأنني نائمٌ (نَومةَ نائمٍ أو نَومةَ ميّت)
وأُبصِرُ الحياةَ في أحلامي.

بل أرى...

لكأنني أرى:
تحتَ كلّ وِشاحِ عرسٍ جثّةْ،
وخلفَ كلِّ ضحكةٍ ينبوعُ دمع.
لا، بل أرى:
أنا مَن يُهيِّئُ أكاليلَ الورد لجنازاتِكم ويُخفي دمعتَه.
أنا مَن يموتُ أوّلاً.