ما قبلَ البدء (ما قبلَ أنْ يكونَ عالَـم) كانت تُرفرفُ على سطحِ الغَمرِ أطيافٌ هائمة
تَحلُمُ أنْ تَصيرَ أرواحاً لناسٍ يحلمونَ أنْ يكونَ «عالَـمٌ» ويَصيروا أبناءَ عالَمٍ وآباءَ ناس.
وهكذا : صار «عالَـم».
الأرواحُ التي حلمتْ أنْ تَصيرَ أرواحَ ناس.. حلَّتْ ضيفةً على أبدانِ ناس.
والناسُ، الناسُ الذين اخترَعَـتْـهُم أرواحُهم، صاروا لا أرواحَ لهم:
صاروا أبداناً تعيسةً وخاوية، مخلوعةً مِن هناءَةِ غَمر، ومشتاقةً إلى ظلماتِ غمر.
مع ذلك : الغَمرُ القديمُ سيظلُّ مُقِيماً في ذاكرةِ الآلهة،
والعالَـمُ، حتى بدونِ ناسِهِ وأرواحِهم، سيظلُّ هوَ هوَ:
الصخرةَ التعيسةَ الصابرة
التي لن يطولَ بها الوقتُ لتعودَ، لمرّةِ أخيرةٍ وأخيرة,
إلى أحضانِ غَمرِها.
9/9/2018