تَكْ. تَكْ. تَكْ...ستّونَ قطرةَ ماء، ليسَ إلاّ، تَتَسرّبُ مِن صنبورِ الخزّان في الدقيقةْ.
ستّونَ تَكّةً في الدقيقةْ.
ستّونَ نقلةً لعقربِ الثواني الخبيثِ في الدقيقةْ.
ستّونَ حَبّةَ غبارٍ، ليسَ إلاّ، تُخـتَلَسُ مِن رصيدِ جبلْ.
..
السبّاكُ يقول:
إنْ هيَ إلاّ ستّونَ نقطة ماء.
أيُّ أهميّة لفقدانِ ستّينَ نقطة ماءٍ في دقيقةْ، بالنسبةِ لخزّانٍ يكفي لإِرواءِ ضَيعةْ؟...
الحفّارون، حفّارو الجبالِ، يقولون:
وما الذي سيخسرهُ جبلٌ مِن ستّينَ حبّة غبارٍ في دقيقةْ؟...
الكلُّ يقول: هو الجبل...
الكلُّ يقول. الكلُّ يَسخَر. والكلُّ يُطَمْـئِن.
والكلُّ على حقّ... على حقّ بنسبةِ ستّين نقطة ماء في الدقيقةْ، لا أكثر.
.. .. .. ..
ذاك الذي قلبُهُ الجبل،
ذاك الذي الينبوعُ في قلبِه،
ذاكَ الذي يعرفُ ما يستطيعهُ القلبُ، ومقدارَ ما يَختزِنُهُ مِن ذخائرِ التَكّاتِ والقطراتِ غيرِ القابلةِ للتعويض،
ذاك الذي «أنا» يقول:
هي ليست نُقَيطاتِ ماءٍ مهدورةً مِن خزّانِ نبع
ولا حبيباتِ غبارٍ هاربةً من أحشاءِ جبل.
ستّونَ في الدقيقةِ تعني:
ستّينَ نقطةً ثمينةً تَتَسرّبُ مِن وعاءِ الحيــاة.
ستّونَ في الدقيقة؟
يا ويلاااااهْ!..
16/8/2018