«صلاةُ استسقاءِ اليائسين»
اللّهمَّ، إنْ كنتَ تُحِبّنا وتُشفقُ على آلامنا،
فلا تَحشد غيومَكَ في سماواتِنا ولا تُفِضْ علينا غيثَكَ
لأنّ بيوتَنا عاريةٌ، ومَسقوفةٌ بالهواءِ وغيومِ الدمع.
وإذْ تُبصِرنا نَـتَـضَـوَّرُ مِن البرد
لا تُطلِع علينا شمسَكَ
لأنّ نيرانَ جحيمِنا كافيةٌ وتَزيد.
ولا تُنبِتْ زرعَنا وتُطلِع ثمارَ بساتينِـنا
لأننا نخافُ اللّصوصَ وجُباةَ الضرائبِ وأعيُـنَ الحاسِدين.
ولا تَـمُـدَّ بآجالِ حياتِنا
لأننا عاجِزون عن أداءِ فُروضِها، ومُستَحقّاتِ ظلامِها، والخوفِ عليها ومنها.
حتى ولا تَـتَـحَـنَّنْ على أرواحِنا بنعمةِ أنْ نَصيرَ أمواتاً
لأنّ أبناءَنا، وَرَثَـةَ الغبارِ والأسمالِ والخرائب،
لا يملكون ما يكفي لتسديدِ أجورِ الكهنةِ والدَفَّـانين
وأثمانِ التوابيتِ الرحيمةِ التي ستُؤوي جثامينَنا اليائسةَ
في ليلِ أبَديَّـتها الهانئِ الطويلِ الطويــل...
اللّهمَّ، إنْ كنتَ تُحبّنا،
أغمِضْ عينيكَ الكريمتين عمّا نحنُ فيه
واشمَلْـنا بعطفِكَ و... نِسيانكْ.
15/12/2018