يفتتح قاسم اسطنبولي (1986 ــ الصورة) اليوم قاعة مسرح للهواة في مدينته صور (جنوب لبنان). الشاب الذي بدأ تجربته التمثيلية كهاوٍ على مسرح المدرسة قبل أن يصقل موهبته بالدراسة في الجامعة اللبنانية ويحوز جائزة أفضل عمل مسرحي لعام 2009 من وزارة الثقافة (عن عرضه «نزهة في ميدان»)، أراد أن يوفر لأقرانه ما لم يحظ به هو: الاهتمام بالمواهب الفنية ودعمها.
«الجمعية الدولية لحماية آثار صور» سمحت له باستخدام قاعة في مقرها، فيما يتكفل هو بالنفقات اللازمة لفتح صفوف لتعليم التمثيل وتقديم عروض فنية وندوات ثقافية أسبوعية. يؤكد اسطنبولي أن المشروع يشكل حاجة ملحة «بعد توقف «مهرجانات صور الدولية» وغياب الأنشطة الثقافية»، آملاً تأسيس «مسرح مجاني غير مسيّس، ومحترف فني يجمع الناس». أصل فكرة المسرح العمومي هو مسرح الشارع الذي اشتهر به اسطنبولي. قدم الأخير عروضاً مسرحية شعبية في القرى والمخيمات، وعلى هامش الاعتصامات المطلبية والتضامنية مع فلسطين وقضايا التحرر في العالم. لكن أعماله وصلت إلى أكثر من 34 بلداً، وأدرك عبرها أن الناس «تتفاعل بشكل أكبر مع مسرح الشارع الذي يساعد على تعزيز ثقافة المسرح». طموح اسطنبولي الكبير دفعه إلى الإعداد لـ«مهرجان صور المسرحي الدولي» في أيار (مايو) المقبل الذي يُفترض أن تشارك فيه فرق فنية من دول عربية وأوروبية، لتقدم عروضاً ذات رسائل حضارية وثقافية.