إذْ لم يبقَ لديّ ما أفعُله..إذْ لم يبقَ لديّ ما لم أفعَلْه،
أريدُ أن أصيرَ قرصاناً.
أقطعُ البحارَ والطرقَ والليالي
وأُهْلِكُ أوغادَ الناس.
قرصاناً... قرصاناً حقيقياً
بساقٍ عرجاء، ومخلبٍ معدنيّ، وعينٍ يتيمةٍ، وقلبِ وحشْ.
لا أُوَفّرُ ملكاً ولا عبداً...
لا قدّيساً ولا هرطوقاًولا داعيةَ محبّةْ.

قرصاناً يعرفُ ما لا يُرادُ أن يُعرَفَ عن ضحاياه...
يعرفُ القاتلَ والسارقَ والزانيةَ والمتَبَتِّلَ والكاذبَ والزنديقَ ومُدَّعي الطّهارةْ.
قرصاناً لا كسائرِ القراصنةْ.
عرّافاً، مُتنبِّئاً، قارئَ غيوبٍ وأفكارٍ وضمائر.
قرصاناً ربّاً
يَشُمُّ عَرَقَ الضبعويميّزُ رائحةَ الجريمةْ.
قرصاناً... وحشاً سليلَ وحشْ
ينظر في أعينِ الناس دونما رحمةْ
وحين يُبصرُ دمعةَ الخائف
يتوجّعُ ويبكي.
أريدُ أن أكون الإناءَ الأخير
الإناءَ الأخير الصالحَ
لإيصالِ الرسالةْ
وإيواءِ ما بقيَ من النطفة الذكيّةْ
لجدّنا اليتيم: الإنسانْ.
20/9/ 2012