ردّاً على ما نشرناه أمس تحت عنوان «كيف نربح المعركة ضد سرطان التطبيع؟»، أوضحت ليتي النجّار على مواقع التواصل، أن الحفلة التي أحيتها Out Of Nations أخيراً في برلين، من تنظيم Ufafabrik وليس خليل شاهين. واعتبرت الفنانة المصرية المكسيكية الأميركية، أن مقالة «الأخبار» عن الجدل حول عزف زياد سحّاب مع شخص (هناك شكوك جديّة في كونه) يحمل الجنسيّة الإسرائيليّة، «إهانة للفرقة وتشويه لسمعتها»! وأعلنت: «نحن لا نراقب جوازات السفر في الكواليس (…) تولّيت شخصياً دعوة ألكسي كوتشيتكوف، ولم أسأله عن جنسيته. فقد تأسست «آوت أوف نايشنز» حول فكرة أنّ إنسانيّتنا أهمّ من جوازات سفرنا». وتستشهد بمواقف كوتشيتكوف الذي «يحترم ويثمّن حياة الفلسطينيين ككل البشر الآخرين». كتّر خيركم والله! وتسأل الحجار ببلاهة: «هناك الكثير من الفنانين الفلسطينيين المنخرطين عميقاً في المشهد العربي في برلين، ويحملون جوازات إسرائيلية، فهل نحن ممنوعون من العمل معهم؟». وتختم بالحكمة الآتية: «من وجهة نظري الذين عاشوا في إسرائيل ثم خرجوا منها، إما لا يمثّلون هذه الدولة، أو أنّهم ليسوا صهاينة. وهم يقدمون إشارات أمل بتحقيق حلّ سلمي وعادل يضع حداً لمعاناة الشعب الفلسطيني».

لا يخفى على القارئ (ة) أن منطق ليتي الحجار الساذج والاختزالي، تجسيد نموذجي لـ «الخطاب التطبيعي». وهو يتميّز بجهل مدقع (أو تجاهل متعمّد)، لطبيعة الصراع مع كيان تأسس على المذبحة. وكلامها يعزز قناعة البعض بأن هناك من حاول توريط الفنان زياد سحّاب في الفخ من دون علمه. ومن يعرف زياد، متيقّن من أنه لا يوافق على هذا الكلام الأجوف، عن «التآخي» بين القتيل وقاتله! بلى، نحن ندقق في جوازات السفر، ومثلنا يفعل زياد سحّاب الذي يرفض كل أشكال أنسنة القاتل، بذرائع واهية ومشبوهة، عن إنسانيّة الفن وتخطيه الحواجز! الاحتلال هو باني أسوار الحقد والقهر، ولن يهدّ الجدار إلا بالمقاطعة الكاملة للأبارتهايد، وبعزله عن العالم الحرّ.