«إلى متى سيستطيع «دو براغ» تحمّل الصعوبات المالية وتلك المتمثلة في المنافسة العشوائية والرأسمالية المتوحشة وفوضى التراخيص، فضلاً عن قانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة؟ (كان صادراً حديثاً في ذلك الحين). سؤال طرحناه في مقال نشرناه في صيف 2013 حول عدول رائد حبيب عن قراره القاضي بإقفال الحانة البيروتية الشهيرة نهائياً بعد «تظاهرة» شهدها المكان وشارك فيها العشرات من روّاده ومحبّيه، تطالب بعدم الإقدام على هذه الخطوة.يومها، قال لنا رجل الأعمال اللبناني الذي شارك في تأسيس «دو براغ» في عام 2005 إنّ الفرصة الثانية لن تستمرّ طويلاً، و«يُفترض أن تظهر حقيقة الوضع بحلول نهاية الصيف».
لكن بعد مرور خمس سنوات، وعلى الرغم من استمرار المطبّات وتردّي الأوضاع الاقتصادية، كان الفضاء الذي حلّ مكان حانة «وردة وتاج» (Rose and Crown) التي اشتهرت «أيّام العزّ» (سبعينيات القرن الماضي) لا يزال متمسّكاً بالحياة، ولو على المدى المنظور. إلا أنّ فترة الصمود لن تطول! قبل أيّام، أعلن «دو براغ» على صفحته الرسمية على فايسبوك أنّ يوم 15 آب (أغسطس) الحالي سيكون الأخير في حياة هذا الفضاء الذي خلق من دون شك اتجاهاً جديداً في الحمرا، بعدما اجتاحت المنطقة متاجر الألبسة والماركات الأجنبية. كما أنّه شكّل مساحة للفنانين والمبدعين، لا سيّما الشباب منهم، بالإضافة إلى استضافة الأنشطة الثقافية المنوّعة.
أما السبب، فيعود إلى أنّ المبنى الذي توجد فيه الحانة الشهيرة في شارع المقدسي سـ «يباع بالكامل، مما سيقصّر مدّة ترخيصنا، فضلاً عن أنّ الوضع الاقتصادي في بلدنا الحبيب لم يعد مشجّعاً لمواصلة العمل مهما كان الثمن». وشكرت الإدارة في البوست الفايسبوكي جميع الناس على «الدعم المستمرّ».
في اتصال مع «الأخبار»، أوضح حبيب أنّ بيع المبنى أدّى إلى حسم الخيار بشأن الإقفال: «صحيح أنّ الأحوال الاقتصادية صعبة في البلد ونحن متأثّرون بها، إلا أنّ فكرة الإقفال لم تكن واردة حالياً». ويلفت رائد إلى أنّ الليلة الأخيرة ستكون عادية، ولو أنّه يعتقد أنّ كثيرين من روّاد «دو براغ» سيبادرون إلى توديعه. وعمّا إذا كان الانتقال إلى موقع آخر مطروحاً، ينفي أن يكون قد فكّر في الموضوع حتى: «لا ندري ماذا تحمل لنا الأيام. فلننتظر ونر، على أمل أن يحمل الغد تحسّناً لهذا البلد». صفحة جديدة من ذاكرة الحمرا تطوى مع انتهاء تجربة De Prague المميّزة في العاصمة اللبنانية. فهل نقول إلى اللقاء؟