نعم: بشرٌ، ولكننا... صالحونْ.لم نبغضْ أحداً. لم نقتلْ أحداً. ولم نأكلْ لحومَ أبناءِ الجيرانْ.
(لعلّنا خطأُ السُّلالةْ...)
صالحون قَدْرَ ما نستطيع:
لم نهدمْ بيتاً. لم نؤذِ خائفاً. ولم نخذلْ طالبَ رحمةْ.
لم نُرَوِّعْ عرساً. لم نذبحْ شجرةً. لم نحرقْ مرعىً
ولم نُسَمِّمْ ماءَ النبع.
بشرٌ... ولكننا صالحون.

صالحون، وخائفون، وجئنا نطلبُ ملاذاً ونبحثُ عن ملجأ.
لم يُصَدِّقنا أحدْ.
لم يُؤْوِنا أحدٌ... ولم يُشفِق على عذابنا أحدْ.
مشينا هائمين في عراءِ الأرضْ
عراةً، خائبين، منبوذين
كأنبياء صاعدين إلى جلجلةْ.
وقفنا على باب الملجأ
(على بابهِ الذي:
أُطلبوا تجدوا!
إقرعوا يُفتحْ لكم!)
قرعنا... ولم يفتح لنا أحدْ.
بكينا وصلّينا وأقسمنا
ولم يفتح لنا أحد.
وأيضاً وقفنا:
بكينا. قرعنا. توسّلنا.
مزّقْنا الصدورَ والألبسةَ والحناجرَ؛ ولم...
وها نحن نديرُ ظهورنا ونمضي
خائفِين مثلما جئنا، حالمين مثلما جئنا، وخائبينْ...
ها نحنُ، على أملٍ لا يشبهُ الأمل،
ننطلقُ لمواجهةِ عرائِنا القديم... عرائِنا الخالد،
وعلى جباهنا وصدورِنا وأثداءِ عَرايانا
مكتوبٌ بالدمِ والوحلِ والدموعْ:
«بشرٌ، ولكننا صالحونْ».
.. .. .. ..
.. .. .. ..
ربما لهذا لم يُصَدِّقنا أحد.
ربما لهذا لن يُصَدِّقنا أحد.
ربما لهذا...
*
حسناً! لم يبقَ لنا إلّا أنْ نحلم:
يوماً ما سنُصَدَّق.
يوماً ما سنقرعُ ويُفتَح بابُ الملجأ.
يوماً ما... سننجو.
14/9/2012