صحيح أنّه لم يبق إلا حلقات عدة من هذا الموسم من البرامج الترفيهية والساخرة بسبب اقتراب شهر رمضان. لكن الواضح أن تلك الأعمال التلفزيونية قد دخلت بازار الانتخابات. إذ سخّرت القنوات المحلية جلّ برمجتها لصالح المرشحين للانتخابات النيابية المتوقعة في أيار (مايو) المقبل. فالعلاقة بين المحطات والمرشحين باتت مكشوفة يمكن اختصارها بعبارة «روّجلي، وبدعمك مادياً». إلى جانب الأعمال السياسية التي تركز حالياً على استضافة المرشحين والترويج لهم، انضمت برامج أخرى إلى الجوقة: «لهون وبس» لهشام حداد على قناة lbci (كل ثلاثاء 21:45)، وبرنامج «هيدا حكي» الذي يقدمه عادل كرم على mtv (كل ثلاثاء 21:45)، و«حديث البلد» (كل خميس) على محطة المرّ أيضاً.
سعر إحدى الحلقات تخطى الـ 70 ألف دولار


بدءاً من 27 آذار (مارس) الحالي، يبدأ حداد باستقبال المرشحين، لكنه سيحاورهم بطريقة ساخرة (مع الحفاظ على الفقرات الثابتة في البرنامج). تتحدث بعض المعلومات لـ«الأخبار» عن أنّ المرشحين طلبوا من المقدم محاورته بأسلوبه الساخر، بعيداً عن الحوار الجدّي الذي قد يربكهم. إذ وجدوا أن الحوار مع حداد مريح أكثر من المقابلات السياسية الجدية، لأنه يمكن التهرّب من الأسئلة التي تطرح عليهم بأسلوب يمزج بين "الجد والمزح". على الضفة نفسها، يستقبل عادل كرم في حلقته المقبلة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق المرشح عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية. سيحاول المشنوق أن يظهر الجانب «المرح» من شخصيته الذي لا يعرفه المشاهد. لكن الكل يعرف أنّ صداقة وطيدة تجمع كرم والمشنوق، وسيتم الترويج له ولترشيحه عن المقعد النيابي بطريقة «ناعمة». سيتوالى الضيوف على «هيدا حكي» في الحلقات المقبلة، وكلها ستكون من وحي الاستحقاق السياسي المنتظر. من جهتها، بدأت منى أبو حمزة باستقبال المرشحين في الحلقات الماضية، من بينهم ميشال تويني التي تخوض الانتخابات النيابية للمرة الأولى في الدائرة الأولى في بيروت. لكن لماذا أُقحمت البرامج الترفيهية في الماراتون الانتخابي؟ تقول مصادر عاملة في الوسط الإعلامي أنّ بعض المرشحين يرون أن البرامج الفنية والترفيهية هي مصدر لجذب الناخبين من مختلف الأعمار، بخاصة الشباب الذين يتم التركيز عليهم في هذه الانتخابات. لذلك، بدأ المرشحون التسابق لحجز مقاعدهم في تلك البرامج، فارتفع سعر المقابلات بشكل كبير. وتضيف هذه المصادر أن سعر إحدى الحلقات وصل إلى حدّ تخطّى الـ 70 ألف دولار. إذاً، من المتوقع أن تكرّ سبحة البرامج الترفيهية التي ستروّج للمرشحين بأسلوب «ناعم»، وتحول مسارها إلى مصدر لـ«رزق القنوات».