كما لو أنهم لم يفعلوا شيئاً...لم يزهقوا حياةً ولم يَـتَسَـبَّبوا في إزهاقِ حياةْ،
بل كما لو أنّ شيئاً لم يُـفعَـلْ:
الذينَ ذَبَحوا لا يَكفُّونَ عن القول
«ما حدثَ هو ما حدث.
ما حدثَ هو ما يحدثُ دائماً.

ما حدثَ هو ما لا بدَّ من حدوثِه.
ما حدثَ هو ما لم يكنْ ممكناً حدوثُ غيره.
ولهذا ما حدثَ مُستَحِقٌّ للغفران».
أمّا أنا (أنا نزيه بن سليمان الخليل أبو عفَش)
لأنني أبصرتُ الذبيحةْ
ولأنني، حين أبصرتُ الذبيحةَ، سالتْ صيحتي ودموعي...
أنا الذي، حين أبصرتُ، جرؤتُ على الصراخِ: «ذبيحةْ!...»
فالجميعُ يَعتبونَ علَيَّ ويُؤَنِّبونني
مُؤَكِّدينَ لي:
ما حدثَ ليس إلاّ ما حدث.
ما حدثَ ليس إلاّ ما قُدِّرَ لهُ أنْ يحدث.
ولهذا، لأنكَ أبصرتَ وصرختَ وسالتْ دمعتُك،
فَـ... أبداً وأبداً
لا سبيلَ إلى الغفرانْ.
26/12/2017