لا تُؤاخِذْني أخي! لا تُؤاخِذْني, ولا تحقدْ عليَّ, ولا تُسِئْ فهمَ نوايايْ!
فلكي أُبصِرَ قلبَكَ, يــا أخي,
لا بدّ لي أوّلاً من أنْ أَسلخَ غشاءَهُ, وأنتَزِعَ تُويجاتِه,
لأَتَنَصًّتَ إلى أنينِهِ الخَـفيْت,
وأكتشِفَ ما خَفِيَ مِن أسرارِهِ, وغَوامِضِ أحلامِهِ وهواجسِه.

أرجوكَ أخي, لا تؤاخذْني.. ولا تُسِئْ فهمي!
: لكي أبصِرَ قلبَكَ
لا بدَّ مِنْ أنْ... أَقتَلِعَه.
29/10/2016

شمسُ المقابر

إذْ لا جديدَ تحت «هذه» الشمس...
إذْ لا جديدَ تحتَ شمسِ هذه المقبرةْ...
وإذْ لا جديدَ تحت أيةِ شمس:
أنا (ربما بسببِ بلاهتي وهَشاشةِ عظامِ عنقي)
تَـمّـتْ تَرقيتي إلى مرتبةِ «ذبيحةْ».
أمّا هم (القتَلَةُ، ومُبارِكوهم، ورهبانُ كنائسِهم)...
أمّا هم (القضاةُ المُحَلَّفون، الحكماءُ، المُنَّزَّهون، ذوو السواطيرِ، والمطارِقِ، والأَوشِحةِ الـمُطَيَّـبةِ بالدماءِ وزُيوتِ القرابينِ وقاذوراتِ العدالةْ)
فقد استحقّوا عن جدارة (عن كاملِ الجدارة)
ترقيةَ أنفسِهم إلى مراتبِ قدّيسينَ... وسُفراءِ آلهةْ.
أبداً، لا جديدَ تحت «هذه» الشمس، ولا تحت سواها.
أبداً، لا جديد
سوى أنّ الشمسَ (الشمسَ الحقيقيّةَ ذاتها /
الشمسَ البذيئةَ، الصامدةَ، الـمُعَـلّقةَ فوق «ساحةِ الإعدام»)
لا تزالُ صامدةً، مُـعَلَّقةً فوق جميعِ مقابرِ و«ساحاتِ إعدامِ» الأرض...
تُضيءُ لنفسِها، و... تَتَفرَّج.
1/11/2016