في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الإعلامي والمسرحي والمناضل رضوان حمزة (1959 ـــ 2016)، دعا الحزب الشيوعي اللبناني أول من أمس إلى احتفال أقيم في مسقط رأسه في كفرحتى (قضاء صيدا). وتخللت الاحتفال كلمة للأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب جاء فيها: «لقد كُنتَ أيها الرفيق العزيز، ذلك المثقف الثوري الذي ترك بصمات واضحة في حقل الثقافة والفن والابداع وفي حياتنا اليومية وحياة حزبك الشيوعي، وقد تجلّت تلك البصمات إنجازات راسخة في وجداننا وعقولنا ولدى الأجيال الصاعدة.
فأمثالك الذين ساهموا في تكوين الوعي لدى الآلاف المؤلفة من بني البشر، لا يموتون. بل يبقون أحياء في ضمير شعبنا. فرضوان حمزة هو فارس الكلمة، هو أجمل الكلام الذي قل ودل، هو الخصال الحميدة: هو الهدوء المعبّر، هو التواضع، هو بساطة العيش، وبراءة الحياة.
كنت يا رضوان مجلياً فوق المسرح وصوتاً مدوياً في الشارع، في الاعتصامات والتظاهرات رافعاً الشعارات والمطالب الحيوية للعمال والمزارعين والمثقفين وفقراء شعبنا وشبابه ونسائه ولبلدات الأرياف من الجنوب إلى كل مناطق لبنان.

كنتَ يا رفيق رضوان نقابياً مخلصاً لمصالح العاملين في قطاع المرئي والمسموع وأسهمت بفكرك وجهدك وتعبك في نهوض اذاعة «صوت الشعب» وجعلت منها مع كل الذين عملوا معك وإلى جانبك صوت شعب لبنان بآلامه وأنينه وفرحه. إذاعة تحتاج اليوم إلى دعم كل من أحبّ رضوان واعتز بمسيرته المهنية والنقابية والنضالية، ففي دعم «صوت الشعب» والدفاع عن الحريات الإعلامية وعن العاملين في مؤسساتها وفاء لرضوان حمزة.
كنتَ يا رفيق رضوان حاملاً طوال الوقت قضية الوطن عندما تعرض للعدوان الصهيوني واجتياح قواته للجنوب وصولاً إلى بيروت واحتلاله الغاشم للأراضي اللبنانية وحملتَ راية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وغادرتنا في وقت واحد مع قائد تاريخي للجبهة البطل كمال البقاعي ومع قائد تاريخي سياسي وثوري من قادة الحزب الرفيق جورج بطل في العام الماضي، فتحية إلى روحك الطاهرة وإلى أرواح هؤلاء الرفاق الذين غادرونا في هذه الذكرى.
لقد احتفل حزبك منذ أيام بالذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقة جبهة المقاومة وبإحياء ذكرى مئات الشهداء من الحزب وسائر الأحزاب المقاومة وبشهداء جيشنا وآلاف الشهداء من شعبنا الذين حرروا أرض الوطن والجنوب والبقاع، من العدو الإسرائيلي ومن المجموعات الإرهابية. إنهم شهداء نفتخر بهم لأنهم رووا بدمائهم الزكية تراب لبنان ووحدوا أرض الوطن ودافعوا عن سيادته واستقلاله. لكن ينبغي أن لا نتوقف عند هذا الحد. علينا أن ننتقل من تحرير الأرض إلى تحرير الانسان الذي حرر هذه الأرض، أن ننتقل من التحرير إلى التغيير الديمقراطي، إلى تغيير نظامنا السياسي الطائفي (...)
كنتَ يا رفيق رضوان حاملاً هموم وقضايا الشعب الفلسطيني، ولم تبخل بأي جهد وعطاء لنصرة انتفاضات فلسطين ومقاومته منأجل حقوقه الوطنية المشروعة في تحرير ارضه وبناء دولته الوطنية وحقه في العودة (...).
لن نقول يا رفيق رضوان وداعاً، فنحن أمام صنف من الرجال الذين يخلِّفون عن حقّ جرحاً في القلب، ولكن هذا الشعور المثقل بالحزن الكبير سوف نحرص على تحويله ــــ كما كنت ترغب دائماً ـــــ إلى طاقة تحفّزنا على إكمال الطريق. وستكون حاضراً معنا في احتفالات الذكرى الـ 93 لتأسيس الحزب. هو العهد والوعد باستمرار اللقاء معك ومع عائلتك الحبيبة ومع أهالي بلدة كفرحتى العزيزة والجوار. فألف تحية لروحك الطاهرة يا رضوان.