أعلنت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» و«مؤسسة مهارات» و«مركز الخليج لحقوق الإنسان» بالتعاون مع شبكة «آيفكس»، الناشطة المدنية اللبنانية وداد حلواني (الصورة) كمدافعة عن حقوق الإنسان وحرية التعبير لشهر أيلول (سبتمبر)2017، ضمن حملة «دعم مدافعي حقوق الإنسان وحرية التعبير».
اشتهر اسم حلواني في عملها الدؤوب منذ أكثر ثلاثين عاماً على قضية المفقودين والمخفيين قسراً خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ــ 1990)، إلى درجة أنّها كرسّت معظم حياتها لها.
في عام 1982، اختطف زوجها عدنان حلواني من بيتهما في رأس النبع في بيروت، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن. منذ ذلك الوقت، لم تهدأ محاولات ابنة طرابلس (شمال لبنان)، ولم تمل من المطالبة بمعرفة مصيره. بدأت حلواني تحرّكها بإعلان وضعته في الإذاعة دعت فيه أهالي المخطوفين إلى لقاء تعارف في ذلك العام، قبل أن تؤسّس «لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان» وجلّها من النساء اللواتي هن أمهات وزوجات وأخوات وأولاد من خُطفوا أو فُقدوا خلال الحرب. من خلال هذه الجمعية، نجحت وداد في توحيد عدد كبير من الأهالي، على الرغم من تنوعّ انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية والفكرية، واختلاف الجهات المسؤولة عن الخطف أيضاً. وتمكنّت هذه اللجنة بفعل حملات الضغط من تحويل حالات الخطف الفردية إلى قضية وطنية، وإبقائها حية حتى اليوم. قضية، تعتبر حلواني أنّها تشكل «دفاعاً عن حقوق الإنسان في لبنان، وحماية لحرية التعبير، وعملاً على حفظ كرامة الأهالي وحقهم في العيش ضمن أسرة مستقرة».
بعدما وضعت الحرب أوزارها، بدا التعاطي الرسمي مع ملف المخطوفين أشبه بـ «مسرحيّة هزلية» حسب حلواني. منذ ذلك الحين، خاضت هذه الأخيرة مواجهات عدّة مع السلطات اللبنانية، أبرزها في عام 1995 بعد إصدار قانون «الأصول الواجب اتباعها لإثبات وفاة المفقودين» ويسمح لأهل المفقود بإشهار وفاته في المحاكم الروحيّة. وفي خطوة مفصليّة ضمن تحرّكها، رفعت اللجنة في عام 2009 دعويين قضائيتين أمام قاضي الأمور المستعجلة في بيروت، للتأكد من وجود مقابر جماعيّة في أملاك مطرانية الروم الأرثوذكس في بيروت، وجمعيّة المقاصد الإسلاميّة، تمهيداً لتحديد مكانها وتأمين حراستها. وفي 2014، أصدر مجلس شورى الدولة قراراً غير قابل للطعن أو المراجعة في الطعن، يعطي الحق في الاطلاع على «كامل التحقيقات» التي قامت بها لجنة التحقيق المشّكلة عام 2000 للاستقصاء عن مصير جميع المفقودين والمخطوفين اللبنانيين. جاء ذلك بناءً على الطلب الذي قدّمته «لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان» و«جمعية دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين ــ سوليد» في عام 2009. تأثير «أيقونة» أهالي مفقودي الحرب اللبنانية على الناس، شمل السينما أيضاً، إذ ألهمت عدداً من صنّاعها، على رأسهم مي المصري (1959) والراحل جان شمعون (1944 ــ 2017). وكان أبرز مرور لها في أعمال هذا الثنائي في وثائقي «أحلام معلّقة» (1992)، قبل أن يستلهم شمعون في «طيف المدينة» (2000)، شريطه الروائي الأوّل والأخير، قصّة حلواني في دور «سهام» (كريستين شويري).