... وأنتم أيضاً، سامِحونا! جميعاً، سامِحونا!
سامحونا لأننا لم نعرفْ, طوالَ هذه المحنةِ الضاريةْ،
كيف نعملُ مِن «لقمةِ المحبّة» النفيسةِ والمهدَّدةِ بالنفادْ
لقمةَ حياةٍ سائغةً وذاتَ نفع!

سامِحونا على صوابِ يأسِنا
مثلما، نحن أيضاً، سامحناكم (في الماضي، وفي الغد)
على سذاجةِ الصبرِ، وخطيئةِ الأملْ!
سامحونا على أننا، بقدرِ ما أخفقنا في تدبيرِ حياتِنا،
أخفقنا في أنْ نَردِّ الصفعةَ للحياةِ, ونُـصَـيِّرَ أنفسَنا أمواتاً!
سامحونا على القسوةِ (قسوةِ الضعفاءِ)،
وعلى الكسلِ في أداءِ فرائضِ الحبّ،
وعلى ما يحسبُهُ الخاسرون ندماً أو خوفاً أو سوءَ طالع!
وقبلَ كلِّ شيء... قبلَ كلِّ شيء:
على لوعةِ الحنين، ومرارةِ التَـذَكُّرِ, واستحالةِ النسيانْ!
سامِحونا على أننا لا نزال...!
سامِحونا على أننا...!
1/11/2016