في رحلة هي الأولى من نوعها لبنانياً، يخوض علي ناصر الدين (1971- الصورة)، مغامرة تمتدّ من بلاد الاغتراب ألمانيا وصولاً الى الربوع اللبنانية وتحديداً إلى بلدته الجنوبية «سجد». الرحلة التي تستغرق خمسة أيام على دراجته النارية، وصلت أمس الى الداخل التركي، تمهيداً للدخول الى الأراضي اللبنانية الشمالية طرابلس، وبعدها جنوباً نحو مسقط رأسه.
وقد أراد منها ناصر الدين ــــ الحاصل على ديبلوم في الهندسة الزراعية، وماجستير في إدارة الأعمال، ودكتوراه في علوم البيوتكنولوجي ــــ أن يوجّه رسالة الى المغتربين اللبنانيين، بأن مصير كل مغترب العودة الى بلاده «مهما حقق من نجاحات» في الخارج. كذلك، أراد تحديد نقطة الوصول بمسقط رأسه «سجد»، للتأكيد على أن رحلته تتعلق بأرض أجداده وأبنائه. ولم ينس أن يحفّز هؤلاء المغتربين بأن يأخذوا مثل هذه المبادرات «لرفع اسم بلدهم عالياً». المسافة التي سيقطعها ناصر الدين، ستمتد الى 4356 كلم مربع، وقد قطعت البلدان التالية: ألمانيا، تشيكيا، سلوفاكيا، صربيا، بلغاريا، واليوم تركيا، على أن يصل الى لبنان بين اليوم وغداً. علماً أن المغامر اللبناني لم يسلك الطرق الرئيسية والأوتوستردات، بل تعمّد السير في الممرات الفرعية، وداخل المدن، مما يجعل المسافة أطول بحوالى 500 كلم مربع. إذاً، مغامرة رياضية فريدة تحمل رسائل شتى، من بلاد الاغتراب، الى لبنان، يقودها الشاب علي ناصر الدين، الذي يحمل في جعبته العديد من براءات الاختراع العلمي والمسجلة باسمه في علم الجينات والمركبات الفيروسية. واليوم، يضع هذه الإنجازات العلمية جانباً، ليقطع آلاف الكيلومترات من ألمانيا الى لبنان، ويكون رسولاً الى المغتربين اللبنانيين، في حثهم على العودة الى جذورهم.