إلى بشرٍ «ما بعدَ أخيرين»...
الهوّةُ (هوّةُ القباحةِ والتوحّشِ والجنون) تَتّسعُ وتزداد ترويعاً وإظلاماً، بحيث لم تعد تَصلح لأنْ تكون أكثر من مقبرةٍ كابوسيّةٍ لجميع الحالمين... وجميعِ الأحلام.

لهذا (وما أَفدحَ هذا!) سأكتفي، منذ هذه اللحظةِ التي أَجَّلْـتُها طويلاً حتى أوشكتْ أنْ تصيرَ دهراً, بإدارةِ ظهري وجَزَعي وهواجسي لكلِّ أحدٍ وكلّ شيء...؛ وأَدخلُ طائعاً في غيبوبةِ القانطِ الهَلوع، منتظِراً ــ على غيرِ أمل ــ ضربةَ القيامةِ أو إشراقةَ معجزةِ الـ... سلام.
أمّا عشّاقُ البطولة (أصحابي عشّاقُ البطولة) الذين لا زالوا يَتلذّذون بصناعةِ الموتِ واعتِناقِ مذاهبِه، فسأكتفي بأنْ أقولَ لهم: «موتاً هنيئاً»!
20/8/2016

عينا المقتول

عليكَ أنْ تكونَ حذِراً:
وأنتَ تُحَدِّقُ في عينَي إنسانٍ مقتول (إنسانٍ قَـتَـلْـتَـهُ أنت)
عليكَ أنْ تكونَ في غايةِ الحذر.
فلَربّما
هاتان العينان اليابستان
تَرَيانِكَ، وتَـتَـعَـرّفان إلى ملامحِك، وتُـوَثِّقان صورتَكَ في أرشيفِ ذاكرةِ الموتى
التي لا تستطيعُ أنْ تَشيخَ... ولا تَعرفُ كيف تَنسى.
أقولُ: «ربّما».../ وأعني: «حتماً !».
لهذا أنصحُك:
وأنتَ تُحَدِّقُ في عينيه
عليكَ أنْ تكونَ شديدَ الحذر،
و: عليكَ أنْ تخافَ أيضاً.
21/8/2016