«مشي في الطبيعة»، هو عنوان المهرجان الرياضي الجديد الذي نظّمه «اتحاد بلديات جبل عامل» في محمية وادي الحجير الطبيعية، وقد شارك فيه العشرات من أبناء القرى الجنوبية الحدودية، إلى جانب عدد من رجال الدين وأساتذة المدارس ورؤساء وأعضاء بلديات المنطقة. ويهدف الحدث إلى «تفعيل ممارسة الرياضة والاستمتاع والاهتمام بالطبيعة».
خلال السنوات الماضية، أصبح وادي الحجير ملجأ لرياضتي المشي والسباحة، كونه «المكان الطبيعي الوحيد في المنطقة الذي تكسوه الأشجار على مساحات واسعة وتنتشر فيه المسابح الجميلة». يشير منسق النشاطات الرياضية في الاتحاد، بلال ياسين إلى «تحوّل نوعي في المنطقة في المجال الرياضي، بعدما لجأ الاتحاد إلى التركيز على ألعاب السباحة والغولف وكرة اليد والتيرو، إضافة إلى كرة القدم»، موضحاً أنّ هذا «ساهم في ربط الأجيال الشابة ببعضها البعض، من خلال الدورات التدريبية المختلفة، والمباريات التي بدأ الاتحاد بتنظيمها، الأمر الذي ساهم في تعلق الشباب النازحين في بلداتهم».
من جهته، يلفت الرياضي محمد صولي (من بلدة الطيبة) إلى أنّ الأنشطة الرياضية التي تنظمها البلديات، «سمحت لنا في التعرّف إلى القرى والبلدات المختلفة، وبدأت المواهب تظهر إلى العلن. فكثير من الشباب تعلقوا برياضة السباحة وكرة الطائرة، بعدما أنشأت بعض المجالس البلدية المسابح والملاعب المجهزة»، كاشفاً أنّ «أكثر من ألف شاب يشاركون في الأنشطة الرياضية المختلفة بعد تأسيس الأندية الرياضية في العديد من البلدات منذ عام 2012، وهي أندية شعبية مرخصة في بلدات الطيبة ومجدل سلم وقبريخا والقنطرة، قبل أن تتوسّع في بلدات أخرى». وتابع صولي قائلاً إنّ بعض الأندية تحوّل إلى ما يشبه «مدارس رياضية، تؤمن التدريب الرياضي المستمر في قاعات مجهزة»، مشيراً إلى أنّ الاهتمام بالأنشطة الرياضية يشمل «معظم مدارس المنطقة، ما ساهم في اكتشاف المواهب الجديدة، حتى أصبح عدد الطلاب المشاركين في الدورات المدرسية التي ينظمها الاتحاد 500، من 15 بلدة، بينما بلغ عدد المتبارين في السباحة 100 سبّاح محترف. وهذه الأخيرة رياضة جديدة على أبناء المنطقة».
وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس اتحاد بلديات جبل عامل، علي الزين، أنّ «إنشاء الملاعب ودعمها، أسهم في زيادة عدد المهتمين في أنواع جديدة من الرياضة، مثل التيرو والسباحة، لذلك خصّص الاتحاد جزءاً من ميزانيته لدعم الرياضة، وقد وصل العام الفائت إلى 40 مليون ليرة لبنانية». وأشار الزين إلى «رغبة الاتحاد في الاهتمام بالرياضة الخاصة بكبار السن، ودعم البلديات التي أنشأت الأندية الرياضية»، مبيناً أن «المقاومة تعمل اليوم على دعم الرياضة والتشجيع عليها، لما لها من دور في الحفاظ على اللياقة البدنية للمقاومين وأنصارهم». يذكر أنّ هذه المنطقة تفتقر إلى مدربين رياضيين متخصصين، حتى أن بعض المدارس لم يستطع تأمين مدرّبين ومدرّسي مادة الرياضة، في الوقت الذي تشكو فيه مدارس أخرى من الفائض في عدد المدرّسين للمواد التعليمية الأخرى.