بهدوء لافت، وبمهنية عالية، خاضت الشابة داليا فريفر (الصورة) أوّل من أمس، تحدياً كبيراً. تمكنت الشابة التي تعاني مشكلةً في البصر منذ كانت في الـ 18 من عمرها، من دخول موسوعة «غينيس» العالمية للأرقام القياسية لأطول بث تلفزيوني مباشر لمدّة 24 ساعة، استضافت في خلالها أكثر من 70 شخصية.
على شاشة «تلفزيون لبنان»، كنا يوم السبت الماضي على موعد مع مغامرة ماراثونية، قادتها فريفر تحدّياً لذاتها، وأيضاً لتكون بمثابة رسالة إنسانية لحثّ الناس على الالتفات إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير أدنى حقوقهم المعيشية والإنسانية في هذا البلد. من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة نفسها في اليوم التالي، استمرت الصبية المثابرة والواثقة في استضافة وجوه على مدار الساعة، من شتى المجالات الفكرية والثقافية والإعلامية. لا شك في أنّها مهمة شاقة، كسرتها صلابة فريفر في تحقيق هذا الإنجاز. كانت حاضرة الذهن، ومتأقلمة مع الشخصية المستضافة، سواء أكانت تعمل في مجال الطبخ أم الإعلام أم التمثيل أم الغناء أم العزف. تنوعت الوجوه وظلت داليا على كرسيها، قوية ومثابرة، تنتظر ساعات الصباح لتعلن فوزها بالتحدي. وقف فريق العمل الذي واكبها إلى جانب ممثل «غينيس» والمدير العام للشاشة الرسمية طلال المقدسي. دمعت عيناها تأثراً بهذا الفوز الذي أهدته إلى زملائها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
مغامرة داليا فريفر وجهت أنظار اللبنانيين/ات إلى «تلفزيون لبنان»، وشجّعت العديد من أهل الصحافة والفن على دعمها في استوديو تلة الخياط، أو الاكتفاء بالحشد على مواقع التواصل الاجتماعي. كانت فسحة لا بد منها، بل فسحة أمل كما أجمع العديد من الناشطين/ات لمشاهدة مستوى إعلامي راقٍ، يحمل رسالة إنسانية عالية، تختزل ظمأهم إلى فسحات تلفزيونية مماثلة، في ظل التخبط، والأزمة الكبرى التي يعانيها الإعلام المرئي، فضلاً عن المستوى الهابط الذي وصلت إليه الشاشات اللبنانية.