بعد عام على رحيله، لم يبدّد الموت صدى السينوغراف والمخرج المسرحي اللبناني غازي قهوجي (1944 ــ 2015/ الصورة) في سماء مدينته صور (جنوب لبنان) التي لا تنحصر بالنسبة إليه بالجغرافيا، بل هي الناس والصيّادون والحرفيون وكل ما تحويه من أطياف دينية ومذهبية تمثّل نموذجاً لبنانياً فريداً. الفنان الذي أوصلته أعماله إلى الولايات المتحدة ونيجيريا وغيرها من البلدان، بقي متغلغلاً بناس مدينته وأحيائها ومقاهيها وذاكرتها الجماعية. حتى الآن، يستدل البعض للوصول إلى عناوين محال أو بيوت من خلال منزل قهوجي المرابض في الزاوية بين قلعة صور البحرية والثانوية الجعفرية. مكتبته الضخمة وجزء من أشغاله وصوَر لأعماله، لا تزال تشكّل معرضاً جاذباً لمن عرف قهوجي في حياته ولمن فاته ذلك. قال عنه الشاعر جوزف حرب: «شكراً لأَحزانك التي صنعت لنا كل هذا الضَحِك». لكن منزله وما تبقى من طيفه في الملعب الروماني، حيث أخرج «مهرجانات صور الدولية» عند انطلاقتها، آخر ما يخلدان أعمال المسرحي في مدينته بعد أن خسرت مجدداً فرصة وجود مسرح فيها. وذلك بعد إقفال «مسرح اسطمبولي» في «سينما الحمرا» لأنّ مالكها رفض تجديد عقد الإيجار.
صور التي لا مسرح فيها، تحيي اليوم ذكرى مرور عام على رحيل قهوجي. للمناسبة، وبرعاية رئيس إدارة حصر التبغ والتنباك، ناصيف سقلاوي، تنظم «جمعيّة التضامن الثقافيّة الاجتماعيّة» و«الحركة الثقافيّة في لبنان»، معرض صور تحت عنوان «تحيّة إلى روح المبدع الدكتور الفنّان غازي قهوجي». الصور اختيرت من مجموعته الخاصة، وهي توثّق بعضاً من أعمال أوّل لبناني تخصّص في السينوغرافيا (تصميم الملابس والديكور المسرحي). من خلال الصوَر، يُستعاد إشراف قهوجي الفني على مسرحيات الأخوين الرحباني من «لولو» و«المحطة» إلى «ميس الريم» و«بترا»، إضافة إلى مساهمته في مسرحيات زياد الرحباني. أما المشهدية المكثفة للجسد الراقص والألوان، فتوثقها الصوَر في عروض فرقتي عبد الحليم كركلا وفهد العبدالله، ومهرجانات الملعب الروماني. يستمر المعرض على مدى ثلاثة أيّام في مقر «نادي التضامن» في صور.

معرض «تحيّة إلى روح المبدع الدكتور الفنّان غازي قهوجي»: بدءاً من اليوم حتى بعد غدٍ الأحد ــ الساعة الخامسة بعد الظهر ــ قاعة «نادي التضامن» (صور ــ جنوب لبنان).