في عام 1978، حصلت الممثلة البريطانية فانيسا ردغريف (79 عاماً ــ الصورة) على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «جوليا» (إخراج فريد زينيمان). يومها، وبعد تسلّم الجائزة، هاجمت الناشطة المعروفة «تلك الحفنة من السفّاحين الصهاينة الذين اعترضوا على مشاركتي في الفيلم الوثائقي The Palestinian» الذي يتناول القضية الفلسطينية، ما كبّدها خسائر على صعيد الشعبية والمهنة. هذه الفنانة المناضلة، حطت أخيراً في بيروت لحضور عرضين أدائيين لرواية «دنيا أحببتها: قصة امرأة عربية» (ساعتان) في قاعة «عصام فارس» في «الجامعة الأميركية في بيروت»، في سياق احتفالات «المدرسة الأهلية» (وسط بيروت) بالذكرى المئوية الأولى لتأسيسها. بعد العرض الأوّل الذي جرى أمس، الجمهور على موعد اليوم مع عرض ثانٍ للعمل الذي يرتكز على كتاب مذكّرات مديرة «المدرسة الأهلية» والمناضلة في سبيل حقوق المرأة وداد المقدسي قرطاس على مدى 50 عاماً. أما نص العرض فهو من كتابة ابنتها مريم قرطاس سعيد، زوجة المفكر الفلسطيني الراحل إدوار سعيد، وفانيسا ردغريف التي تولّت مهمّة الإخراج مع فريق يضم موسيقيين محترفين مثل كريم سعيد وساري خليفة ونبيه بولس، إضافة إلى آخرين من دول مختلفة بمشاركة جوقة المدرسة ومغنين من «الجامعة اللبنانية الأميركية». تشارك ردغريف في التمثيل أيضاً إلى جانت نجلاء سعيد (ابنة إدوار سعيد) ونديم صوالحة.في هذا العمل، استعادة عبر الكلمة والصوت والصورة مجموعة من الاضطرابات التي شهدها لبنان والمنطقة على صعد مختلفة بين عامي 1917 و1977. وتجدر الإشارة إلى أنّه سبق لـ«دنيا أحببتها» أن شارك في مهرجان «برايتون» الإنكليزي وعُرض على مسرح «ميلر» في نيويورك.
الاحتفالات لن تقتصر على هذين العرضين، بل ستستمر على مدى عام كامل وستشمل معرضاً من تنظيم صالح بركات يضم مختارات من أعمال فنانين من أجيال مختلفة متخرّجين من «المدرسة الأهلية»، وهم: سلوى روضة شقير، إيثيل عدنان، سمة الشوربجي، عفاف زريق، أمل مريود، أيمن وسعيد بعلبكي. موعد الافتتاح غير معروف بعد، لكن يفترض أن يكون «بين فصلَي الشتاء والربيع في مقرّ المدرسة»، كما يقول بركات في اتصال مع «الأخبار». وهناك أيضاً ورش عمل وندوات ولقاءات وأنشطة اجتماعية.

«دنيا أحببتها»: اليوم ــ الساعة الثامنة مساءً ــ قاعة «عصام فارس» في المركز الطبي في «الجامعة الأميركية في بيروت» (الحمرا ــ بيروت). البطاقات متوافرة في جميع فروع «مكتبة أنطوان».