شادي الهبر يحقق حلمه: «شغل بيت» لكل الناس!

  • 0
  • ض
  • ض

في عصر ثقافة الاستثمارات الريعية، يتراجع المشهد الثقافي والفني برّمته في لبنان مخلفاً وراءه أزمة عارمة تهدّد الفنون المشهدية التي لطالما كانت رائدة في البلاد حتى تحت أصوات المدافع.

في ظل هذه المشهدية السوداوية التي تقفل فيها الفضاءات المسرحية واحداً تلو الآخر، آخرها «بابل»، يخترق المخرج المسرحي شادي الهبر هذا التراجع في حركة المسرح اللبناني، معلناً ولادة «مسرح شغل بيت» في فرن الشباك الذي سيفتتح منتصف أيلول (سبتمبر). سيخصص الهبر يومين للافتتاح، الأول للممثلين والعاملين في الوسط المسرحي. أما النهار الثاني فيدعو جميع الناس، حيث سيفتح أمامهم ورش عمل متنوعة طوال النهار.
الفكرة كانت بمثابة «حلم» بالنسبة للهبر، لخلق فضاء «حرّ، من دون ضغوط» كما يخبرنا، على أن يكون في الوقت عينه مكاناً مفتوحاً للناس، ويشعرون فيه «بالأمان» كما تدل تسمية هذا المسرح. إنشاء مسرح طبعاً ليس بهذه البساطة، خصوصاً لجهة التمويل الذي بسببه تقفل معظم المسارح والصروح الثقافية. اقتنص الهبر فرصة تمويله الذاتي لهذا المشروع اليوم، على أن يعمل على تطويره، وتوسيعه مع مرور الوقت، مسكوناً بالسؤال الذي يطارده وهو على مشارف الأربعين: «إذا لم أفعل شيئاً لبلدي الآن... متى أفعل؟».
انطلاقاً من البيت الذي يمنحنا تلقائياً شعوراً بالحميمية والأمان، أراد المخرج اللبناني إسقاط هذه الوظائف على مسرحه في فرن الشباك، والتوجه منه نحو عالم الخارج والتفاعل معه. هكذا، يضحي «شغل بيت»، مختبراً لثقة مكتسبة بما أن الجميع سيشعر بالراحة، ومكاناً لتنمية المواهب واكتشاف المسرح، وأيضاً «لكسر الروتين اليومي ولخوض اختبار جديد»، كما يشرح لنا صاحب مسرحية «مرا لوحدا» التي قدّمتها خلود ناصر قبل عامين.
صحيح أن «شغل بيت»، عبارة عن قاعة كبيرة، إلا أنها ستخصص لإقامة ورش العمل المختلفة المتعلقة بالتمثيل، والإخراج وحتى فرع العلاج بالدراما ولتطوير بعض المهارات الأخرى. سيضحي «شغل بيت»، مساحة للتعبير الذاتي واستقبال الطلاب والمحترفين ومساعدتهم على تأمين مساحة للتدريب بكلفة زهيدة. على أن يعمل مستقبلاً، على استخدام الإضاءة لاستثمار المكان في وظائف شتى، من ضمنها العروض البسيطة (جمهورها لا يتعدى الثلاثين شخصاً). «الكل الو مطرح»، يقول الهبر، إذ يعمل «شغل بيت» كشركة إنتاج تتبنى الأعمال المسرحية وتقوم بتأمين إنتاجها وكوادرها البشرية والمادية من ممثلين ورعاة إعلانيين وأشخاص مولجين الترويج على مواقع التواصل. في خضم هذه الحركة الفنية الشبابية التي يخلقها اليوم شادي الهبر بإنشائه هذا المسرح، لا مجال للتشاؤم، إذ يستمد قوته من زملائه الذين يعملون معه بلا مقابل، ومن ردود الفعل المشجعة التي أتت بعد أسبوع واحد فقط على إعلان إنشاء هذا المسرح، واقتراح العديد من الممثلين المعروفين عقد شراكات بين مشروعه وفضاءات أخرى مماثلة.
بالتزامن مع ولادة «شغل بيت»، يطلق الهبر عمليه المخصصين للأطفال: «كرز» (يتناول قضية حماية الأطفال)، و«قصتي» (إخراج شادي الهبر ورودي قليعاني) حول خطورة المخدرات، التي قدّمت في بعض المدارس. يشكو الهبر هنا المستوى المتدني الذي وصلت اليه ذهنيات إدارات المدارس في لبنان، لناحية تفضيلها لأساليب اللهو والتسلية على الأعمال الهادفة والتوعوية للأطفال، لكن، مع ذلك لا يعلن استسلامه بل يستمر في خوض هذا المعترك وتحقيق أهدافه.

افتتاح «مسرح شغل بيت»: منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل ــ فرن الشباك (حي المنتزه ــ بالقرب من بيت الطبيب). للاستعلام: 03/082371

  • (كريستيان غفري)

    (كريستيان غفري)

0 تعليق

التعليقات