«بيت الدين» يكرّم زكي ناصيف صانع الهوية اللبنانية

  • 0
  • ض
  • ض

وأخيراً جاء اللقاء المشتهى مع زكي ناصيف في بيت الدين. المؤلف الموسيقي الذي يحفظ الجميع أغنياته من دون أن يعرفوا بالضرورة أنها له، ذاب بعبقريته في الأغنيات حتى التماهي! وها هو يُكرَّم في غيابه أكثر مما كُرِّم في حياته. تواصلت أمس الاحتفالات بمئويته من خلال أمسية مميزة (رافقها توزيع كراسة وافية مع كلمات الأغنيات)، تندرج ضمن مبادرات «مهرجانات بيت الدين الدولية» هذا الصيف لإحياء التراث اللبناني والعربي تحت لواء الابتكار والتجديد، هذه المرّة بالاشتراك مع «برنامج زكي ناصيف» في «الجامعة الأميركية في بيروت». تحت عنوان «يا عاشقة الورد»، إحدى أشهر أغنيات ناصيف، جمع البرنامج باقة من تلك الأغنيات التي تسكن الوجدان الجماعي بغناها وبساطتها المدهشة وقوتها وطواعيتها على الأذن وتجذّرها في الذاكرة الفولكلورية واستيعابها لمدارس موسيقية وثقافات شعبية أخرى. هذه الأغنيات، بما فيها من عتابا وأبو الزلف وفلامنكو ودبكة، حملتها في بيت الدين مواهب غنائيّة على مستوى التحدّي: الرخيمة سميّة بعلبكي (تسألني الحسناء، يا عاشقة الورد...)، والعميقة رنين الشعّار (أهواك بلا أمل، حبايبنا حوالينا...)، والجبلي جوزف عطيّة (اشتقنا كتير يا حبايب، يا جار الرضا...) والشاعري زياد الأحمدية مع عوده (نقيلي أحلى زهرة، حلوة ويا نيّالها...). ولا ينبغي أن ننسى لقطات الفيديو التي يظهر فيها المعلّم، ولا الكورس الذي ضم عشرين منشداً ومنشدة حضروا في أداء بعض الأعمال (تسلم يا عسكر لبنان، راجع يتعمّر لبنان)، كل ذلك بمرافقة فرقة موسيقية من أربعين عازفاً بقيادة إيلي العليا، وبمشاركة غي مانوكيان إشرافاً وتوزيعاً وعزفاً على البيانو و«مبالغةً» أيضاً. زكي ناصيف القومي السوري الاجتماعي... صانع الهوية اللبنانية إلى هذا الحد!

0 تعليق

التعليقات