بعد سنتين على حجز مكان له في فضاء المهرجانات الفنية الموسيقية في لبنان، أعلن مهرجان «ليبان جان» أن ضيفه المرتقب هو عازف الساكسوفون الكاميروني مانو ديبانغو (1933). كان ذاك عام 2006 وكان يُفترض أن تحصل زيارة الموسيقي الأفريقي الشهير في 2007، أي قبل ثماني سنوات. اليوم، نستطيع القول إن «ليبان جاز» وعد ووفى ولو متأخراً، إذ أعلن، وبالاشتراك مع ميشال الفتريادس، عن استضافة ديبانغو لتقديم حفلة وحيدة مساء غدٍ الأحد في «ميوزكهول».
مانو ديبانغو شخصية معروفة عالمياً، لا لقيمته الكبيرة في الجاز (فهو من هذه الناحية عازف جيد ومؤلف جيد، لكنه لا يرقى إلى مستوى فحول الجاز أو الساكسوفون عموماً) بل لتمثيله نوعاً محدداً من الجاز/ الفانك، هو عميده في قارته، أي الجاز/ الفانك الإثني الأفريقي. لمع اسم ديبانغو في السبعينيات، وهي فترة سمحت وساعدت في ظهوره وشهرته بما
أنها شهدت تجارب كثيرة لناحية مزج الموسيقى الأميركية السوداء بعناصر مختلفة، بدءاً من الروك وصولاً إلى كل العناصر الخاصة بالتراث الموسيقى لأي شعب أراد ممارسة الجاز وروافده انطلاقاً من هويته الإثنية الخاصة.
أصدر ديبانغو العديد من الألبومات وشارك في مشاريع كبار الفنانين من عالم الروك والموسيقى اللاتينية والأفريقية وبعض رموز الأغنية الفرنسية (المرموقين والاستهلاكيين على السواء) الذين أرادوا التجريب في مجال الجاز والسول والفانك وغير ذلك…
هكذا كانت له مشاركة مع جيلبير بيكو، وكذلك سيرج غينسبور في الثمانينيات التي شهدت ــ بالتزامن مع انهياره النفسي ــ تجاربه المطعّمة بإيقاعات وأنغام موسيقى السود (البوب - سول خاصةً).
يأتي ديبانغو إلى لبنان مع فرقتهManu Dibango and The Soul Makossa Gang. اسم مستوحى من الأغنية/ الموسيقى السول/ فانك الأفريقي التي منحت صاحبها الشهرة العالمية، حتى كادت تُختَصَر تجربته برمّتها بها تماماً كما حصل مع زميله عازف الساكسوفون الأميركي/ الأفريقي الراحل كليرنس كليمنز وألبوم Peacemaker أو تحديداً مقطوعة Spirit Dance. لكنّ الرجلين السمراوين يبقيان أفضل بكثير من كيني جي وأمثاله من أصحاب التجارب الخفيفة، أو حتى من يان غاربارك صاحب النفخة المقيتة الخبيثة!
إذاً، بعد مسيرة فنية ضخمة، تخطت في الزمن ستة عقود وفي الإنتاج عشرات التسجيلات، يحلّ الليلة الموسيقي الثمانيني ضيفاً على بيروت، في أمسية استثنائية… عادةً، يقال عن الأمسيات الاستثنائية بأنها لا تتكرّر. أما هنا فالمقصود أنها ــ رغم أهميتها ــ لا يجب أن تتكرَّر.
فهي، كما العديد من التجارب الجيدة، لكن غير المتينة في الجوهر، لا يجوز إفساد ذكراها من خلال إتخام الدماغ بها.
وللمناسبة، علّق الرجل قائلاً: «قد يكون لبنان من البلدان العشرة الوحيدة التي لم يتسنّ لي أن أعزف فيها… أنا مسرور جداً لدعوتي». أهلاً وسهلاً.

مانو ديبانغو: 21:00 مساء غد الأحد ــــ «ميوزكهول» (ستاركو ـ بيروت) ــ للاستعلام: 01/999666