مثلما يفعلُ عتاةُ اللصوص:بدون أن تكون مَرئيَّة
تقف، على الدوام، قريباً من نوافذِ مطابخِ أسيادها، مسلّحةً بدموعها، وصحنها الفارغ، وزقزقةِ مَصارينِها الصابرة؛
تقضم لعابَها وأدعيتَها وحياءَ شيخوختها،
مكتفيةً بالتنصُّت إلى قرقعةِ الصحون والملاعق
واختلاسِ ما يَسْهلُ اختلاسُهُ من روائحِ الضحكاتِ والأطعمة.
...
الغريبُ أنه ما مِن أحدٍ (لا في السماواتِ ولا على الأرض) تَسنّى له أن يَسمع كلمةَ : «اللعنة!».
فإذنْ: اللعنة!...
19/2/2015

وحدة



الوحيد، الوحيدُ تماماً (الوحيدُ: ربّي كما خلقْتَني)
ليس أمامَهُ من فرصِ النجاةِ غيرُ هاتين:
أن يرتقي إلى مرتبةِ إلهٍ ساخط،
أو (وهذا ما لا أتمنّاهُ له)
أنْ يصيرَ «بهلولاً» في قريةٍ عتيقة لم يكتشف أهلُها بعدُ هوايةَ الضحكِ، وفائدةَ الصداقة.
.. ..
مُسَلَّمة:
الوحدةُ لعنةُ المستبدّين، وعاهةُ الشعراء.
19/2/2015