بغداد ــ حسام السراي
واجهات بعضها مخرّبة ومهملة، أبواب أخرى توصد بعد الواحدة ظهراً... هذه حال صالات السينما في بغداد اليوم. حين تجتاز شارع السعدون في العاصمة العراقيّة، حيث كانت تتمركز معظم صروح الفنّ السابع، تقع على لافتات تعلن موت إحدى الصالات: «للإيجار والتقطيع حسب الطلب». سينما «بابل» لم يبقَ منها شيء. لا أثر حتّى للافتتها القديمة. «السينما البيضاء» تحوّلت إلى محالّ تجاريّة، وسينما «أطلس» ستتحوّل قريباً الى مبنى لمشروع تجاريّ. أما صالة «سميراميس»، فما زالت في طور الترميم، لكنّ الإعلان ظلّ مثبّتاً على جدارها في الداخل: سعر التذكرة 5000 دينار، سعر المقصورة أربعة كراسٍ 6000 دينار... لكن لا تذاكر في شبّاك التذاكر.
وتفيد الإحصائيات أنّ 76 دار عرض سينمائيّة كانت تعمل في بغداد عام 1964، ولم يبقَ منها سوى ثلاث هي: «الخيام»، و«أطلس»، و«سميراميس». ويلخّص المدير الفني لـ «سميراميس» ثائر الحاج محمد واقع صالات السينما بأنّ «معظمها تحوّلت إلى مخازن ومحالّ تجارية، وبعضها سيتحول إلى مرأب للسيارات». الناقد السينمائيّ علي حمود الحسن يرى أنّ الوضع سيستمرّ على هذه الحال «فيما لو ظلت الأفكار والرؤى الدينيّة مسيطرةً على الطبقة السياسيّة الحاكمة التي تضع السينما خارج حساباتها لأنّها، كما تظن، مكان لوجود الشيطان».