المنامة ــ رنده فاروق «طريق اللؤلؤ» رحلة في التاريخ والتراث تنجزها مملكة البحرين حالياً. بعد عقود طويلة على اندثار صناعة اللؤلؤ الطبيعي، تسعى المملكة إلى إعادة إحيائها ضمن مشروع تعمل عليه وزارة الثقافة والإعلام. يهدف «طريق اللؤلؤ شاهداً على اقتصاد البحرين» إلى تسليط الضوء على تلك الصناعة العتيقة التي مثّلت عصباً اقتصادياً وحيداً لسكّان الأرخبيل.
يرتكز تنفيذ المشروع على مدينة المحرق باعتبارها عاصمة صيد اللؤلؤ في البحرين. سيقام هناك ممر بطول ثلاثة كيلومترات يربط المباني التاريخية بالسواحل الطبيعية عند قلعة بوماهر (جنوب المحرق). يقود الممر إلى سوق القيصرية الذي سيُجَدَّد، إضافةً إلى برنامج لحماية ثلاثة مواطن للمحار يمكن الوصول إليها بالقوارب. سينتهي «طريق اللؤلؤ» في بيت أحد أشهر تجّار اللؤلؤ، على أن يُحوَّل إلى متحف لثمار المحار البيضاء.
تقدّمت وزارة الثقافة والإعلان في المملكة باقتراح لـ«الأونيسكو» لوضع «طريق اللؤلؤ» على قائمة التراث العالمي في مؤتمرها الدولي الذي سيقام في البحرين في صيف 2011. حينها، سوف تتم مراجعة الملف والنظر في أهميّة صيد اللؤلؤ كإرث بشري. قد تكون أسهم المشروع مرتفعةً لدخول القائمة، وخصوصاً أنّ زراعة اللؤلؤ مثّلت عماد اقتصاد الأرخبيل حتى الثلاثينيات من القرن المنصرم. لكنّ اكتشاف اللؤلؤ الصناعي أسهم في تدهور أسواق اللؤلؤ الطبيعي. واشتهرت البحرين منذ قرون كمركز رائد لجمع وتجارة اللؤلؤ التي أسهمت في تشكيل هوية المملكة. وحظيت لآلئ البحرين بتقدير كبير لما تتّصف به من جمال طبيعي وجودة عالية.