يبدو أنّ الإعلامية اللبنانية مي شدياق لم تتقبل كثيراً الصفحة التي أنشئت أخيراً على فايسبوك تحت اسم «الحملة الوطنية لدعوة مي شدياق لزيارة المنطقة الغربية» .الصفحة وُلدت على خلفية انتقاد شدياق للحراك المدني واختصار المشاركين فيه بأنّهم «يساريون يريدون إعادة الشيوعية إلى لبنان بعدما انتهت في كوبا». رغم وصفها للناشطين عليها بالـ«مهضومين»، وضعت شدياق هذه الصفحة في سياق «محاولات إسكاتها وتحوير كلامها».

هذا ما عبّرت عنه على صفحات التواصل الاجتماعي في ذكرى مرور 10 سنوات على محاولة اغتيالها. هذا الربط قد يبدو ثقيلاً جداً على فحوى هذه الصفحة الساخرة التي فاق عدد متابعيها الـ5000.
فالهدف منها كسر «حاجز الخوف» عند شدياق من اليساريين والإسلام و«كل واحد مش بالقوات اللبنانية»، كما جاء في تعريف الصفحة. رد شدياق على الصفحة وتأكيدها أن ليس لديها مشكلة مع الإسلام بل تنحصر فقط مع «المنطق اليساري»، دفع المسؤولين عن الصفحة إلى الردّ «بتوقيت الغربية» على طريقة الكوميديا السوداء مع «لطشات» سياسية. شدد هؤلاء على أنّ «الموجات اليسارية» تضم كل الطوائف اللبنانية وتسعى إلى إرساء العدالة الاجتماعية وحاربت «إسرائيل» ونزلت إلى الشارع من دون أن تكون تابعة لسياسي ورجل دين. وانتهى الرد بأنّ روّاد الصفحة والمسؤولين عنها مستمرّون في تنظيم «رحلات سياحية» إلى المناطق كافة في «بيروت الغربية» (تعبير كان سائداً في الحرب الأهلية) على متن فان رقم 4، إضافة إلى جولة على أهم معالم هذه المنطقة (بربر وفروج العبدالله...) على أنغام أغاني علي الديك!
إذاً، الناشطون في «الحملة الوطنية لدعوة مي شدياق لزيارة المنطقة الغربية» ماضون في «الرحلة السياحية» داخل «الغربية». لا شك أنّ هذه الفكرة استهوت مئات اللبنانيين الذين يعيشون داخل البلاد وخارجها. فبعد نشر أهم معالم هذه المنطقة من كنائس ومحال شهيرة في الحمرا وحيّ اللجا وغيرهما، وصلت حدود دعوات الزيارة إلى القرى الجنوبية والضاحية الجنوبية والبقاع.
هكذا، ازدحم حائط الصفحة باللافتات المُرسلة من مختلف المناطق، من دون أن تخلو من السخرية. هناك من نشر صورة له ولصديقه في إحدى حانات الحمرا وهما يشربان الكحول، مرفقة بتعليق: «ست مي، ناطرينيك عالكاس بالحمرا»، فيما نشر آخر صورة لورقة بيضاء كُتب عليها: «أنا عالظريف تعي... ع فكرة ظريف يعني كيوت متلك...». لا شك في أنّ هذه المساحة أضاءت على ثغر ثقافية ما زالت موجودة في المجتمع اللبناني، غير أنّ الأكيد أنّها رسمت ابتسامات كثيرة على وجوه روّاد السوشال ميديا بذكاء وخفّة دم واحترام.